فصلنامه مطالعات سیاست خارجی تهران
 

التطورات الدولية و إطار لفهم سياسة ترامب الخارجية

الدكتور رضا داد درويش

أستاذ جامعي وباحث في الشؤون الأمريكية.

الخلاصة
تشهد الساحة السياسة الكثير من التكهنات حول مواقف الرئيس الأمريكي ترامب وهل‌يتبع الرجل سياسة خارجية قائمة على نظريات محددة أو أنه يمتلك استراتيجية خاصة. إن دراسة الخطوات والأنشطة التي قام أثناء وجوده في البيت الأبيض تكشف في مجال الرد على السؤالين المطروحين "ما هي استراتيجيات ترامب وأولوياته؟" وهل تقوم خطواته وأفعاله على أساس نموذج معين أو نظام فكري أو مبادئ محددة؟ تعتمد منظومة ترامب الفكرية أساساً على مبادئ مدرسة جاكسون، وإن الاستراتيجية الرئيسية للرئيس ترامب تتمثل في البحث عن العوامل والأسباب التي تحقق التفوق الأمري و كسب الامتيازات على الصعيد الدولي إضافة إلى تلك التي تتلاءم مع البلدان التي يتعاطى معها وظروفها الموضوعية. وتشمل أولوياته على: تعزيز القوة والهيمنة الاقتصادية والعسكرية الأمريكية في الساحة الدولية ومكافحة ظاهرة الهجرة والحد من تدفق المهاجرين نحو الداخل الأمريكي، وفرض الحصار على الصين ومواجهتها عالمياً، بل مواجهة أي قوة صاعدة تحاول الهيمنة في غرب آسيا، إضافة إلى الحفاظ على سيل عائدات الدولارات الأمريكية باتجاه الخزينة الأمريكية. وأخيراً وبعد رصد ومراجعة الخطوات التي أقدم عليها الرئيس الأمريكي والإجراءات التي اتخذها وضعت هذه المقالة رسم إطارًا لتحليل سلوكه في مجال السياسة الخارجية.
الكلمات الأساسية:ترامب، أمريكا، السياسة الخارجية الأمريكية،

 

المقدمة:
أكد ترامب وعلى العكس من الرؤساء الأمريكيين الآخرين خلال حملته الانتخابية بأنه سيقوم بعد وصوله إلى البيت الأبيض بإحداث تغييرات أساسية في السياسة الخارجية الأمريكية. وخلال الفترة المنصرمة من رئاسته والتي انقضى منها ثمانية عشر شهراً ، أوجد حالة من الاضطراب واللااستقرار في قواعد وأطر السياسة الخارجية الأمريكية، بل تعدى الأمر إلى إقصاء بعضها وإركانه جانباً. والملاحظ أنه قام خلال هذه الفترة الوجيزة بسلسلة من الإجراءات من قبيل الانسحاب من ميثاق المحيط الهادئ، وحظر َ سفر مواطني سبع دول إسلامية إلى الولايات المتحدة، والتهديد بالخروج من الناتو، وتوجيه هجمات صاروخية على بعض القواعد العسكرية السورية، والاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، فضلاً عن إعلان الحرب التجارية ضد حلفاء أمريكا السابقين في شرق وغرب العالم، والانسحاب من الاتفاق النووي المبرم مع الجمهورية الإسلامية، وعقد لقائي قمة مع الرئيسين الكوري الشمالي والروسي، بالإضافة إلى مشاركته في قمة الناتو. ومما لاريب فيه أن إطلالة عابرة على هذه القضايا تؤشر وبوضوح إلى كون الرجل لا يحترم أيّ من أسس السياسة الخارجية للولايات المتحدة ولا يرفض تغييرها فحسب بل إنه قام بإقصاء وإبعاد البعض منها وتنحيته جانباً بشكل كامل. فعلى سبيل المثال غيّر فريقه الأمني وطرد مستشاريه أو تجاهل عمليّة اتخاذ القرار في أروقة السياسة الخارجية1. وقد اتخذ الرجل بعض المواقف المحرجة وغير المتعارفة مع كل من خصوم الولايات المتحدة وحلفائها التقليديين على حد سواء.
من هنا يذهب بعض الباحثين والمحللين2 إلى القول بأن سياسة الرئيس ترامب تختلف جوهرياً مع سياسة الرؤساء السابقين للولايات المتحدة، فقد اعتمد الرجل سياسة خارجية غير تقليدية ووضعها على جدول الأعمال بحيث باتت سياسته تختلف بأهدافها وأولوياتها تماماً عن أولويات الرؤساء الأمريكيين السابقين؛ و لهذا السبب صار نهجه و استراتيجيته في السياسة الخارجية لا يتماشى مع السياسة الدولية. انطلاقاً من ذلك نحاول في هذه المقالة الإجابة عن الأسئلة التالية: ما الذي يحدد سياسة وأولويات ترامب خلال فترة تصديه للرئاسة في البيت الأبيض؟ وهل تتم الإجراءات والخطوات التي يقوم بها على أساس أو نموذج أو نظام مبادئي وفكري معين؟ وهل من الممكن ومن خلال دراسة هذه القضايا وضع إطار يمكن من خلاله التوصل لتحليل سلوكه في السياسة الخارجية؟ 
منظومة ترامب الفكرية
يعتمد ترامب في سياسته وتعاطيه مع العالم المحيط بالولايات المتحدة نهجاً في غاية التشاؤمية، حيث ينظر إلى العالم كميدان للصراع والمغالبة والتنافس و أخذ أقصى ما يمكن أخذه من الامتيازات، وان المخطط الذي رسمه في ذهنه لا يفرّق بين الصديق والعدو والحليف والمناسف، وانه يسعى مهما أمكن لتوجيه ضربة للاثنين بأيّ وسيلة ممكنة لإزاحتهما عن عالم المنافسة، وأن نظرته هذه هي نتيجة طبيعة لعالم التجارة والأعمال الذي كان يسبح فيه والذي خلق منه إنساناً يحمل فكراً قائماً على المبدأ القائل بأن بقاء الفرد رهين بانتصاره " وعلى قاعدة المجموع الصفري »(Heilbrun,2018:1) في الحياة. وقد جعل من هذه القاعدة الحاكمة في عالم التجارة معياره الأساسي المعتمد في عالم السياسة أيضاًً. ومن هنا يرى وفق رؤيته الفكرية لعالم السياسة بأنّ "التحالفات والاتحادات في الساحة الدولية والتجارة العالمية والمهاجرين" بعد نهاية الحرب العالمية الثانية أدت جميعها إلى تراجع القوة الأمريكية في النظام الدولي وأخذت تمثل عبئاً يثقل كاهل الولايات المتحدة. وعليه، فهو يعارض هذه التحالفات والمعاهدات ويدعو إلى علاقات ثنائية وضرورة التعامل مع الرجال الأقوياء لتوفير موارد مالية كبيرة للولايات المتحدة.
يضاف إلى ذلك إن الرئيس ترامب لا يؤمن بوجود دوائر فكر وصنع قرار وسياسة جماعية وإنما يرى في نفسه أنه صانع القرار الأسمى والأوحد، وينظر إلى أعضاء حكومته كلاعبين على حلبة المسرح3 ومنفذين وتابعين لما يمليه عليهم من أوامر ويصدره من تعاليم، والرجل لا يميل إلى البيروقراطية على الإطلاق ويحب أن يتصرف طليقاً ويدير دفة الأمور بنفس الطريقة التي كان يعتمدها في إدراة مؤسساته وشركاته التجارية. (Mead & Chace,2018). وإنه يعتبر نفسه سلفاً لرونالد ريغان، ويضع نفسه في عداد الأبطال الذين لعبوا أدواراً مهمة على مسرح البيت الأبيض، وأنه كريغان يسعى إلى النجاح ويريد أن‌يكون الجانب المنتصر دائماً أمام الرأي العام، مع أنه لا يدعو إلى صراع عسكري ومواجهة ساخنة حيث لا يرى الحرب الشاملة تصب في صالح الولايات المتحدة. و يرى أن أعظم الجنرالات هو من يهزم الأعداء دون أن يدخل معهم في حرب ساخنة، وأن الرئيس ريغان بصفته رجل الدولة الأمريكي العظيم التي شهدته الساحة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية قد أرسل قواته إلى بيروت من أجل السلام ولكنها حين تعرضت للهجوم لم يأمر قواته باحتلال بيروت، بل انتخب غرينادا لمنع التمدد الشيوعي فيها وليحصل على فوز دراماتيكي كان بحاجة إليه. (Mead & Chace,2018). وعلى عكس القادة السياسيين الآخرين والرؤساء الأمريكيين فإن ترامب لديه القدرة على تغيير موقفه والانحراف باتجاه آخر بمجرد أن يعثر على أدنى فرصة، والتعبير عنها من خلال تغريدات يطلقها عبر تويتر وغيرها من وسائل التواصل. ففي سياق حملته الرئاسية هاجم ترامب وبشدة المسلمين والمملكة العربية السعودية، لكنه جعل من السعودية الجهة الأولى التي يمم وجهه نحوها حيث زار الرياض في أول سفرة خارجية له بمجرد أن شم رائحة الدولارات النفطية، بل لم يستنكف من المشاركة في رقصة السيف التي هي موروث العرب الجاهليين. وتتفوق القوة العسكرية كخيار على الدبلوماسية في المنظومة الفكرية لترامب4. وكانت إحدى خطواته المبكرة زيادة الإنفاق الدفاعي الأمريكي حيث أقدم على زيادة الميزانية العسكرية بزيادة قدرها 54 مليار دولار حيث بلغت الميزانية العسكرية وبشكل غير مسبوق في تاريخ الولايات المتحدة 716 مليار دولار ، وهذا لا يعني بالضرورة رغبة ترامب نحو المواجهة العسكرية بقدر ما يعني أنه يسعى لرفع صوت الولايات المتحدة عالياً على المستوى الدولي فقط.5 و على النقيض من ذلك أكد على خفض ميزانية وزارة الخارجية بنسبة 30 ٪ (Kennedy,2017). أو مهاجمة هذه الوزارة عبر الكلمات التي كان يطلقها ضدها فضلاً عن النظرة السلبية التي يحملها تجاه الكادر الدبلوماسي. (Brigety,2017) وبالإضافة إلى القوة العسكرية يحمل ترامب نظرة إيجابية تجاه الرجال الأقوياء والموثوقين في طاقمه الحكومي وينظر إليهم بأنهم جديرون بالثناء عليهم وترجيح العمل معهم. فيما يعارض وبشدة ظاهرة الهجرة ويرى المهاجرين يمثلون تهديداً للتضامن الاجتماعي والوظيفي الأميركي.
ومن الملاحظ أن ترامب لا يؤمن أساساً بأي تحالفات سياسية أو أمنية أو اقتصادية على الصعيد الدولي. وبناءً عليه، يسعى قدر الإمكان إلى إضعاف التحالفات التقليدية والتنصّل عن أي ائتلاف وتحالف دولي في المجالات المذكورة. فقد انسحب من اتفاقية الشراكة في المحيط الهادئ6 التي تم إبرامها بعد مفاوضات استمرت سبع سنوات، والانسحاب من الاتفاق النووي المبرم مع إيران ودول خمسة زائد واحد7، كذلك تخلى عن معاهدة باريس للمناخ8. ولا يرى نفسه ملزماً بحلف الناتو، ولا يعتبر الاتفاقية الأمنية مع اليابان وكوريا الجنوبية ملزمة له كذلك، وينظر إلى تلك التحالفات كمعاهدات وتحالفات تثقل ميزانية الولايات المتحدة. ويدعو الحلفاء الأميركيين التقليديين إلى زيادة حصتهم من الإنفاقات المذكورة في إطار الاتفاقات والمعاهدات وعليهم تسديد فاتورته. (Domdrowski & Reich, 2017:1018)، بل وجه سهام نقده لحلف الناتو والأعضاء البارزين فيه وأن على كل واحد منهم أن ينفق 02/. اثنين بالمئة من ناتجه القومي الإجمالي لهذا الغرض.9
التهديدات الاستراتيجية
 تختلف التهديدات في القرن الحادي والعشرين عما كانت عليه في الماضي بحيث لا يمكن التنبؤ بها والتحقق منها بسهولة، وهي من جوانب مختلفة معقدة ومتشابكة، و بالطبع يجب علينا إضافة عدم الجزم والتحقق الكامل من المنظومة الفكرية للرئيس دونالد ترامب؛ فمن الملاحظ أن ترامب يؤمن انطلاقاً من منظومته الفكرية وطبيعة تفكير فريقه الأمني بان التهديدات الداخلية ضد الولايات المتحدة تتمثل في الهجرة غير الشرعية، والاتجار بالمخدرات، والمعلومات الخاطئة التي تثار في الولايات المتحدة، وأما في الخارج فتتمثل تلك التهديدات في تهريب وغسيل الأموال، والتكنولوجيا والمواد المتعلقة بتصنيع أسلحة الدمار الشامل والأسلحة الكيميائية والميكروبية والنووية، واستخدام الأسلحة التقليدية ضد حلفاء أمريكا التقليديين، كذلك هناك نوع جديد من التهديدات التي يشعر بها ترامب و المتمثلة بمزيج من الأسلحة التقليدية وغير المتماثلة، والهجمات الإلكترونية السايبرية والهجمات الانتحارية، فضلاً عن تهديد بعض الدول للولايات المتحدة كالصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية.
عقيدة أو استراتيجية ترامب
تعددت التكهنات حول استراتيجية ترامب وعقيدته السياسية، وكثر البحث والنقاش حولها بين الباحثين والمفكرين10 فذهب فريق منهم إلى القول بأنه لا يمتلك استراتيجية مدونة ويتبع" مبدأ الفوضى"11، أو تكتيكات ردود الأفعال12 ، أو المقاربات القائمة على التبادل والصفقات13، أو اعتماد التحليلية غالباً، أو أنه لا يوجد لديه منطق استراتيجي في سلوكياته. (Domdrowski & Reich, 2017:1015) و "يؤكد الجميع بأن ترامب لايملك معرفة خاصة بالعالم. ... إلا أن هذا لا يعني أن الرجل بمثابة لوحة بيضاء يملي عليه مستشاروه ما يريدون. بل إنه لا ينطق بأي شيء على البداهة ومن دون تأمل مسبق وإنما خطابه وسلوكه يستندان إلى معرفة وخبرة سابقة، وإن لم تؤهله تلك المعرفة والخبرة والماضي الذي يملكه بأن يكون رجلاً جديراً برئاسة الولايات المتحدة (Goldberg & Others,2018)». صحيح أن ترامب ليس مفكراً، لكنه شخصية إيديولوجية وملتزم تماماً بمعتقداته البسيطة والصارمة. إنه يعارض بشكل أساسي العمل الجماعي في إطار الأمن الجماعي أو الشراكة الاقتصادية والتجارية متعددة الأطراف، ويفضل التحرك والعمل بطريقة وأسلوب العلاقات الثنائية، إلا إذا كان هناك قيمة مضافة أو مصلحة كبيرة تدر عليه نفعاً أو لصالح الولايات المتحدة14.
إن شعاراته والإجراءات التي قام بها لغرض تحقيق أهدافه بعد دخوله البيت الأبيض كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية تشير إلى أنه ليس شخصاً ساذجاً وخالي الوفاض ذهنياً، وإنما سلوكه السياسي ينطلق من معيار وأساس خاص على الصعيدين الوطني والدولي. (درويش،1395: 122-91) إن شعار ترامب وسلوكه في السياسة الخارجية يؤشران على هذا الافتراض الاستراتيجي الذي يملكه والذي يمكن إجماله بأنه يرى "بأن الولايات المتحدة فقدت تفوقها العالمي تدريجياً وبعد الحرب العالمية الثانية وإن هذا البلد وبسبب اختياره لسياسة خاصة ودخوله في تحالفات سياسية وعسكرية واقتصادية على الساحة الدولية أثقل عاتقه بمسؤوليات زائدة جعلته يدفع فاتورة باهظة في هذا المجال، بالإضافة إلى ذلك فإن حلفاء الولايات المتحدة المعروفين قد استغلوا تحالفهم وعلاقتهم هذه مع الولايات المتحدة لتامين منافعهم الخاصة من دون أن تكلفهم شيئاً. لذلك، فإن عودة الولايات المتحدة إلى سنوات ازدهارها السابقة يتطلب إقدامها على إحداث تغييرات كبيرة في النظام الدولي وطبيعته وإعادة ترتيب العلاقات مع الجهات النشطة والقوية والفعالة وتنظيمها بصورة أخرى". ومن هنا رفع في حملته الانتخابية عام 2016م شعارين أساسيين الأولى "أمريكا أولاً"15 والثاني "إحياء المجد الأمريكي مرّة أخرى".16 وهذان الشعاران يؤشران إلى حقيقة ما يذهب إليه ترامب من "رفض أي شيء يؤدي إلى تراجع القوة الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية". ومن هنا يعتقد البعض بأن هذين الشعارين هما في الواقع يمثلان لباب عقيدة أو استراتيجية ترامب في مجال السياسة الداخلية الخارجية.
ويمكن للشعار الأول الذي رفعه ترامب "أمريكا أولاً" أن يحمل دلالات مختلفة، يقول السيد وليام كوهين وزير دفاع الولايات المتحدة في عهد حكومة كلينتون، بأن شعار "بناء أمريكا أولاً" والذي رفعه ترامب شعار صحيح؛ لأن البنية التحتية الأمريكية أسوأ من دول العالم الثالث. ( Cohen,2017) إن إعادة النظر في الاتفاقيات الدولية بما فيها اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية تصب في صالح الولايات المتحدة، حيث وفرت الكثير من فرص العمل وإعادتها إلى الولايات المتحدة بعد أن أخذت تغادر البلاد بسبب موجة العولمة الجديدة. كذلك الحد من الرغبة في استخدام القوة العسكرية خارج الولايات المتحدة وعدم التقيّد بالالتزامات العسكرية الأمريكية، وخاصة فيما يتعلق بالحلفاء التقليديين، والانسحاب من معاهدات مثل معاهدة مناخ باريس والاتفاق النووي و ... حتى، في الممارسة العملية يمكن أن يعطي معاني متضادة مع هذا الشعار (Brigety,2017) أيضاً، يمكن لشعار "أميركا أولاً" أن يمثل تأكيداً على سيادة وحاكمية أمريكا على حدودها ورفضاً للسماح للمهاجرين بدخول الولايات المتحدة بل وطردهم منها. وقد عرف بارتريك بوكانن منافس ترامب في الانتخابات الرئاسية شعار "أمريكا أولاً" بالنحو التالي: "إذا أرادت كوريا الجنوبية ردع كوريا الشمالية فسيتعين عليها امتلاك القنبلة الذرية؛ لأننا لن نحارب ضد بلد من المحتمل أن يستخدم القنابل الذرية ضد مواطنينا وجنودنا. لذلك يجب على ترامب أن ينفذ شعار "أمريكا أولاً" بشكل جيد. (Domdrowski & Reich, 2017:1034) ثم إنه يؤمن بأن الاقتصاد الأمريكي لم يعد قادراً على دفع تكاليف العمليات العسكرية والحروب خارج حدود الولايات المتحدة كما كان من قبل. وهذه الحقيقة يدركها ترامب جيداً ويدرك أيضاً وجود التهديدات المعقدة والمتشابكة في البيئة الدولية المتحركة ويسعى للتغلب عليها من خلال محاولة زيادة ميزانية الدفاع العسكرية وخفض ميزانية التعهدات العسكري في الخارج، وزيادة الفاتورة التي يجب على الحلفاء التقليديين دفعها في إطار الاتفاقيات والمعاهدات الدولية كحلف الناتو.
وتمثل عقيدة ترامب نوعاً من العودة إلى المذهب الجكسوني، وتستند هذه المدرسة على تفكير وسلوك الرئيس السابع للولايات المتحدة الذي رفعه قبل الحرب العالمية الثانية والقائم على مبدأ " أن لا صديق لأمريكا دائم ولا عدو بل الثابت هو المنافع الأمريكية فقط". وتشتمل الأسس التي تقوم عليها هذه المدرسة على جعل الأولوية للمصالح الوطنية في العلاقات الخارجية، وتدخل الولايات المتحدة في الخارجي يجب أن يقوم على أساس المصالح الوطنية، وتوسيع وبسطه هيمنة الولايات المتحدة وإحراز تفوقها في النظام الدولي، و"المواجهة مع التهديدات يجب القيام بها مع القوة العسكرية الأمريكية المدمرة". (Pagliarulo,2017:4).17
وبالنظر إلى أسس ومباني هذه المدرسة والأخذ بعين الاعتبار عدم التكهن بقاطعية مواقف ترامب وسلوكه يمكن أن يكون مؤشراً على توجه سياسته الخارجية في النظام الدولي. لذلك، لا يمكن القول بأن ترامب وفريق الأمن القومي اعتمدوا استراتيجية انعزالية، بل الواقع يؤشر إلى أن حكومة ترامب تريد إحياء مجد وقوة وهيمنة الولايات المتحدة على الصعيد العالمي.
فعلى سبيل المثال نراه يتبع في موقفه من كوريا الشمالية استراتيجية التفوق عليها، وهو بصدد القضاء على تهديدات بيونغ يانغ ضد الولايات المتحدة. كذلك يدعو إلى استمرار قيادة الولايات المتحدة لحلف الناتو وبأقل تكلفة ممكنة بغض النظر عن لهجته ونبرته التصعيدية، فإن كل تصرفاته وسياساته تتجه نحو المزيد من تعزيز وتقوية هيمنتهم وتسلطهم على حلف الناتو. (راجع: Domdrowski & Reich, 2017:1034-5). كذلك نراه في غرب آسيا يستخدم أشكالًا مختلفة من الاستراتيجيات الحمائية تجاه حلفاء الولايات المتحدة التقليديين. وفي النهاية من الممكن القول بأن الاستراتيجية الرئيسية للرئيس ترامب تقوم على مبدأ تحقيق التفوق الأمريكي عالمياً والوصول إليها بشتى الطرق، اعتماداً على عدد من العناصر الفاعلة والسياقات ونوع التهديد والخصائص البيئية لكل تهديد. مثله مثل أسلافه من الرؤساء الأمريكان الذين اعتمدوا طرح عدد من الاستراتيجيات المختلفة التي تنسجم مع الشروط والظروف الزمانية والمكانية في جميع أنحاء العالم في سياق تحقيق التفوق الأمريكي والسياسة الخارجية.

موقع الولايات المتحدة في النظام الدولي
فيما يتعلق بدور وموقع الولايات المتحدة في النظام الدولي، هناك أصوات مختلفة انطلقت من أروقة البيت الأبيض، فنرى الرئيس ترامب ينظر إلى النظام الدولي على أنه ساحة صراع توفر الكثير من الموارد المالية والنقدية لخزينة واشنطن، ويسعى بكل قوة إلى جني الأرباح اللازمة لإعادة بناء أمريكا وبأقصى قدر من الجشع والنهب. على النقيض من ذلك يتحدث وزير الدفاع جيمس ميتس عن دور ومسؤولية الولايات المتحدة في تعزيز الرخاء الإنساني وهداية البشرية نحو الديمقراطية.
ويعكس هذا الوضع حالة عدم اليقين والاستقرار في البيت الأبيض، الأمر الذي أدى إلى نشوء تصورات مختلفة لدى أصدقاء وأعداء الولايات المتحدة على حد سواء. ويعتبر ترامب أول رئيس أمريكي يضع تعريفات تجارية ورسوم جمركية على بضائع الدول الأوروبية وكندا، ويوجه نقده لأعضاء الناتو لعدم دفعهم حصة كبيرة من ميزانية المنظمة. كذلك اتخذ موقفاً حاداً من الاتفاقات التجارية والعسكرية السابقة أحرجت الحلفاء الأمريكيين التقليديين في الساحة العالمية. وقد دفعت تصرفات ترامب هذه الكثير من الناس إلى الاعتقاد بأن الولايات المتحدة لم تعد تفكر في دورها العالمي الذي كانت تعتمده سابقاً، حتى أن المستشارة الألمانية ميركل أعلنت وبشكل واضح رداً على مواقف ترامب بشأن حلف شمال الأطلسي بأنه "يجب على أوروبا أن تعتمد على نفسها وتحدد مصيرها بنفسها (Wike,2018:1). وكذا صرح وزير الخارجية الألماني في مقابلة له بعد قمة هلسنكي قائلاًً: "إن الاتحاد الأوروبي لم يعد يستطيع الوثوق بالبيت الأبيض ورئيس الولايات المتحدة".18 ومن هنا نجد الرئيس الصيني في قمة دافوس في سويسرا، يخاطب قادة ومسؤولي دول العالم، وعلى وجه الخصوص القارة الأوروبية بقوله: "لا تقلقوا بشأن مصالحكم العالمية في معاهدة باريس، سندعم اهتماماتكم وسنجعل نظام التجارة العالمي أفضل مما كان عليه سابقاً مع الولايات المتحدة وسنحافظ على مستوى عال وقوي منه". ومن هنا ذهب كوهين إلى القول بأن الولايات المتحدة بصدد التراجع عن دورها العالمي لصالح الصين، فالصناعة الصينية تتحرك في مجال السيارات ذاتية الحركة، والتكنولوجيا الشمسية تتطور بشكل كبير وتخطيط مستقبلي، وإن للصينيين -خلافاً للولايات المتحدة- خططاً واضحة في هذا الصدد. ... وفي الوقت نفسه -والكلام لكوهين- نجد حكومة ترامب لا تمتلك برنامجاً للدقائق الخمس المقبلة (Cohen & Suri,2017) .
أما رئيس الوزراء السابق هاربر فيعرض تقييمه الخاص لسلوكيات الرئيس ترامب بقوله: "تتصرف أمريكا في مجال النظام العالمي متعدد الأقطاب بمقدار قليل من القوة واليقظة، ولكنها بدلاً من ذلك تبدو أكثر حماساً وحساسية لمصالحها الخاصة. وهذا هو عين الشعار والاستراتيجية التي رفعها ترامب (أمريكا أولاً)، وسيستمر هذا النهج خلال رئاسة ترامب. وبالطبع سيكون هذا أمراً غير طبيعي وغير متوقع، وسيكون إطار السياسة الخارجية أكثر موقع ملموس يتبلور فيه شعار ترامب (أمريكا أولاً) الأمر الذي شكل مصدر قلق لحلفاء الولايات المتحدة. ولاريب أن ترامب يرتكب خطأً كبيراً حينما يعتقد بأنه لا يحتاج إلى شركاء أمريكا القدامى والتقليديين ويعمل من جانب واحد لمصلحته الخاصة بلا مراعاة لمصلحة أصدقائه(Harper,2018).
يعتقد هوبر بوجود عالم متعدد الأقطاب وأن روسيا والصين أيضاً يلعبان دوراً في هذا العالم مصرحاً بان "روسيا تكافح رغم تعرضها للعديد من المشاكل الاقتصادية والديموغرافية وعلى الرغم من أنها تمثل مشكلة في أوروبا الشرقية وتتدخل في شؤون الدول الأخرى، إلا أنها في النهاية تحاول خلق نموذج صغير للاتحاد السوفيتي السابق الذي بدأ يأفل نجمه. ولكن تبقى المشكلة الأساسية هي الصين لأنها بلد ناشئ ويقوم بتطوير وتقديم نموذج بديل جديد في النظام الدولي، ويقدم مطالبه الاقتصادية والسياسية في إطار نموذج قوي؛ من هنا باتت الصين تمثل تحديًا أساسيًا جوهريًا أمام العالم الغربي. فبالإضافة إلى مشاكل أخرى من قبيل مواقف ترامب الأحادية الجانب وصعود الصين، نحن نواجه مشكلة ثالثة في النظام الدولي تتمثل في الجريمة السيبرانية. وأردف قائلاً: أرى أن المشكلة الإلكترونية أكثر جوهرية من المشكلتين السابقتين، وأكبر تحدّ نواجهه، وأن تعاوننا في مجال الأجهزة والبرمجيات منخفض وليس بمستوى الطموح. وان هيكليتنا وتكنولوجياتنا مختلفة في العالم الغربي، الأمر الذي وفر الأرضية المناسبة أمام النفوذ الصيني. (Harper,2018)
و في عالم متعدد الأقطاب هناك "أربع قوى عظمى: " أمريكا، روسيا، الصين، وأخرى أعتقد هي الهند. وإن الدول الثلاث الأخيرة هي في الواقع قوى إقليمية فيما تعتبر الولايات المتحدة قوة عالمية كبرى، إضافة إلى وجود بعض الجهات الفاعلة الهامة مثل إيران وإندونيسيا، وبالطبع الاتحاد الأوروبي الذي يلعب دوراً اقتصادياً فقط.... وإن الولايات المتحدة في حالة نضوب من ناحية القوة العسكرية19 ... ونحن في حالة ضعف مالي. (Mearsheimer& Others,2017) ويرى أن الصين قوة ناشئة وتنشيط لإخراج أمريكا من الشرق الأقصى فيما تعتمد الولايات المتحدة استراتيجية التحول إلى الشرق لمواجهتها20. و "تخشى الولايات المتحدة النشاط الصيني في شرق آسيا والخليج الفارسي، ولا تشعر بالقلق نفسه بشأن تواجدها في أفريقيا، علماً أن الصراع الرئيسي بين الصين والولايات المتحدة خلافاً لفترة الحرب الباردة لم يعد إيديولوجياً، وإنما الأساس الرئيسي للصراع اليوم هو جيوسياسي ...وإن أحد أسباب تصاعد التنافس الأمني بين الصين والولايات المتحدة يكمن في نمو الروح القومية في الولايات المتحدة. (Mearsheimer& Others,2017)
استراتيجية التفوق الترامبية والتهديدات التقليدية ضد أمريكا
تتطابق وثائق الأمن القومي للولايات المتحدة، خاصة خلال عهد أوباما (Obama,2015) وترامب (Trump,2017) ، وبلا أدنى فرق بينهما حول ما يتعلق بتلك التهديدات والتحديات الأمنية التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية، حيث اعتبرت هذه الوثائق ولأسباب خاصة كلاً من الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية21 في طليعة البلدان المهددة لأمن ومصالح الولايات المتحدة. 
تستمد هذه الوثائق من نظرية توازن القوة فيما وراء البحار (Layne,2006,2009&2012). ويتم وفقاً لهذه النظرية تقسيم التهديدات إلى فئات صلبة ومرنة. فيتمظهر التهديد الصلب في الهيمنة في أوراسيا 22 والقوة المهيمنة على موارد الطاقة في غرب آسيا؛ وأما التهديدات المرنة فتتمظهر بشكل الموازنة الناعمة باستخدام الدبلوماسية متعددة الأطراف والمنظمات الدولية23 التي تحشر الولايات المتحدة في دائرة خاصة. ويعتبر الساسة الأمريكان ذلك خطراً يهدد وجود الولايات المتحدة ومصالحها الحياتية في العالم مستقبلاً. وفي الواقع إن كلّاً من استراتيجية التحول نحو القارة الآسيوية التي اعتمدها أوباما، واستراتيجية أميركا أولاً التي رفعها الرئيس ترامب يعمدان إلى معالجة المشكلة ومواجهة هذه الأنواع من التهديدات على مستوى التخطيط والتنفيذ. ومن الواضح أن استراتيجية أوباما تؤكد على ضرورة تشكيل تحالفات مع القوى الرئيسية في شرق آسيا (اليابان ، الهند ، أستراليا ، إلخ) ، فيما تركز إستراتيجية ترامب على محورية كل من روسيا والهند لمواجهة الصين.
محور مكافحة الهيمنة
يشار في الأدبيات الاستراتيجية الأمريكية إلى التقارب والتعاون المحتمل بين كل من الصين وروسيا وإيران على أنه يمثل المحور المضاد للهيمنة الأمريكية، وقد كشف النقاب عن هذه القضية بريجنسكي مبدع هذه النظرية في كتابه الذي صدر في الأسواق عام 1997م إذ يعتقد بريجنسكي بأن أوراسيا ومن المنظور الجيوسياسي هي أبرز منطقة في العالم. وأن القوة التي تحكم هذه المنطقة ستكون قادرة في الواقع على الإمساك بمفتاح التحكم في المناطق الثلاثة المحيطة بها. يرى بريجنسكي أن التحالف والتحالف والإئتلاف بين كل من روسيا والصين وربما إيران سيكون له القدرة على تشكيل قطب آخر يقف بوجه هيمنة الولايات المتحدة (Brezinski,1997)، لذا، يجب أن تكون أولوية حكومات الولايات المتحدة على المستوى العالمي هي منع تشكيل هذا المحور وتحقيقه في المستقبل.
وفي ظل استراتيجية أوباما المتمثلة بالتحول نحو القارة الآسيوية وعلى أساس توازن القوى فيما وراء البحار، خلص أوباما إلى أنه من الممكن التقليل من حدة التوترات والعداوات بين إيران والولايات المتحدة وإدارة هذا الملف عبر وسائل مختلفة، بما في ذلك الاتفاق النووي (البرجام). وقد تم العمل على هذا الملف ومتابعة هذا الإجراء وتحقيقه على الرغم من معارضة جماعات من داخل الهيكل السياسي الأمريكي والمنطقة، وبعض القادة المتطرفين كالنظام الصهيوني وبعض حكام الحافة الجنوبية للخليج الفارسي. ويذهب فريق أوباما الأمني كسائر حكومات الولايات المتحدة التي تتابعت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي إلى الاعتقاد بأن الصين هي التهديد الرئيسي لقيادة الولايات المتحدة وهيمنتها على الصعيد العالمي، فيما يعتبر روسيا تمثل تهديدًا لأوروبا في الشرق من الممكن السيطرة عليها وإدارتها من خلال التعامل مع الشركاء والحلفاء الأوروبيين. لم يتغير الموقف من الصين والنظر إليها كتهديد كبير وأساسي للولايات المتحدة في حكومة ترامب. غير أن حكومة ترامب وبالتحديد شخص ترامب لا يرى في روسيا تهديداً، بل يراها من بعض الزوايا تمثل فرصة لتحقيق التفوق العالمي للولايات المتحدة، ينبغي استثمارها وفقاً لما يجول في ذاكرة ترامب وصهره التي تلقوها من إيحاءات كيسنجر وتلقينه لهما.
كان كيسنجر هو المصمم الرئيسي لتوطيد العلاقة الأمريكية- الصينية في السبعينيات من القرن المنصرم لغرض تدمير العلاقات بين الصين والاتحاد السوفيتي السابق، فيما تغيرت رؤيته الآن حيث بات ينصح كلاً من ترامب وصهره كوشنر وفي عدة لقاءات جمعته بهما، بأنه يجب على الولايات المتحدة الاقتراب من روسيا24 والسعي لإقامة علاقات حميمة معها لمنع تشكيل مثلث جيوسياسي محتمل في الشرق الأقصى وأوراسيا وغرب آسيا. ويرى هذا الإجراء ضرورياً من أجل تقويض العلاقة بين روسيا والصين، وتوجيه الضربة القاضية للبلاد التي تمثل تهديداً كبيراً للولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، ستزيد من قوة الولايات المتحدة وقدرتها على السيطرة على إيران والحد منها في منطقة أوراسيا وغرب آسيا (sputniknews,2018). وفي الواقع مع هذه التوصيات يحاول كيسنجر استكمال حلقة الحصار الصينية في العمق الاستراتيجي للبلاد في غرب وجنوب غرب آسيا. وتعكس هذه التوصيات مقاربة كيسنجر للحرب الباردة في العالم وتدعو إلى فرض حصار كامل على الصين، كما فعل مع الاتحاد السوفيتي السابق.
غرب آسيا
موقف وأهمية منطقة غرب آسيا في السياسة الخارجية الأمريكية واضح للجميع25، وقد حظيت منطقة غرب آسيا بأهمية أكبر و لأسباب جديدة إبّان حكومة ترامب. ولم تشهد هذه المنطقة عبر تاريخها تأثراً وعدم استقرار وإثارة الحروب فيها كما شهدته في عهد الرئيس الحالي ترامب، الذي يحاول استثمار الوضع الراهن في المنطقة لتحقيق أهدافه، بما في ذلك الضغط على أوروبا من خلال تدفق سيول المهاجرين من سكان المنطقة باتجاه القارة الأوروبية والذين يقدر عددهم بحوالي 15 مليون لاجئ ومهاجر. إن إضعاف وتقسيم الدول القوية في المنطقة وتمكين الحكومات العملية من التحكم فيها، تعد من بين الأهداف الأخرى للولايات المتحدة والنظام الصهيوني. ومن الأهداف الأخرى ترك الشعب الأفغاني وإدارة الظهر له، وكذا نشر داعش في جميع أنحاء المنطقة26، وتنصل الولايات المتحدة عن المشاركة في إعادة إعمار ما دمرته داعش في المنطقة27، وتعزيز ونشر التطرف في المنطقة28، لتعميق التبعية المتزايد في المنطقة للولايات المتحدة. ". "الحكومات العربية، الدول المصدرة للنفط، والمتطرفون والمهاجرون إلى الدول الغربية، وخاصة الحالتين الأخيرتين تثيران قلقنا. فقد أصحبت كل من ليبيا وسوريا واليمن من البلدان المفلسة. نحن نشارك في ظهور واستمرار الفوضى والأزمات في هذه البلدان، و لقد كانت الولايات المتحدة مصدر هذه المجازر والدمار في الشرق الأوسط(Mearsheimer& Others,2017)». هذه القضايا تدرج تحت عنوان المصالح المشتركة لترامب ونتنياهو أيضاًً.
واصلت حكومة ترامب ازدهارها المالي والجيو سياسي جراء الوضع القلق في المنطقة واستمرار عدم الاستقرار فيها. وإن نتيجة الوضع في المنطقة تتماشى مع أهداف الأوساط الصهيونية والجماعات المتطرفة والراديكالية في وسط الساحة السياسية الأمريكية وغيرها من مراكز القرار هناك. ويكمن البعد الغامض لاستمرار عدم الاستقرار في المنطقة في حقيقة أن بعض العلماء الأمريكيين يرون في ذلك فرصة ذهبية أو مصدر مالي وفير للولايات المتحدة. "ومن الملاحظ بان الفرصة الذهبية للولايات المتحدة هي أن بعض الدول العربية مستعدة لدفع مبالغ كبيرة لضخ الدم في جسد القيادة الأمريكية في المنطقة. وقد لعبت عدة دول كـ المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في منطقة جنوب الخليج دوراً محورياً في هذا الصدد، حيث يرى قادتها أن ثباتهم في الحكم واستمرار تواصل حياتهم السياسية رهين بالدعم الأمريكي وتواجد الولايات المتحدة في المنطقة لحمايتهم من التهديدات التي تزعزع كيانهم من قبل شعوبهم والجمهورية الإسلامية حسب زعمهم. (Allen & Others,2017)". ويجدر الإشارة هنا إلى  أن حكام تلك البلدان ليسوا على استعداد لدفع فاتورة الأسلحة الأمريكية شعوبهم التي استخدمت في تدمير الدول الإسلامية العربية مثل ليبيا وسوريا واليمن وغيرها وإفراغ ميزانية الشعوب فقط بل هم مستعدون تماماً - وكما أظهروا ذلك بأنفسهم- للتنازل عن الأراضي العربية والإسلامية للصهيونية ، أو تفكيكها وإفلاسها وإفقار شعبها.
الجمهورية الإسلامية الإيرانية
تنظر الولايات المتحدة الأمريكية لـإيران ومنذ انتصار الثورة الإسلامية في عام 1979م، وبطرق مختلفة كتهديد لمصالحها الإقليمية وحلفائها التقليديين في غرب آسيا. لقد تضاءلت هذه الرؤية إلى حد ما في أواخر عهد أوباما، وتمظهرت تلك السياسية في الاتفاق النووي الذي أبرم مع إيران. إلا أن استراتيجية ترامب ونهجه يختلفان مع سياسة أوباما تماما، فلم تتراجع الأمور إلى الوراء فقط، بل أبدى ترامب جانباً كبيراً من السذاجة والغلظة تجاه إيران والقضايا الإقليمية.
فيما يتعلق باستراتيجية ترامب تجاه الجمهورية الإسلامية يجب الإشارة إلى  بعض النقاط المهمة: "حدوث بعض الاضطرابات في البلاد بسبب الوضع الاقتصادي، تعمّق وتأثير الوجود الإيراني في المنطقة وانسحاب أمريكا من الاتفاق النووي (البرجام) تسبب في وضع إيران في قمة أولويات وأجندة السياسة الخارجية لترامب" (Wright & Malley,2018). ومع أخذ هذا كله في الاعتبار يظهر بأن السياسة الخارجية للولايات المتحدة تجاه إيران في عهد ترامب تعكس بشكل أكبر القضايا الداخلية في كل من إيران والولايات المتحدة. وهي حالة غير طبيعية وإلى حد ما غير مسبوقة، والحال أن "الشعب الإيراني شعب مثقف ويحمل ثقافة ووعياً سياسياً ومدنياً، وأن هذا الأمر لا يهضمه البعض في أمريكا، وهم مرتبكون ولايدركون حقيقة أن المتظاهرين لا يريدون تغيير النظام وإنهم مؤمنون بشرعية النظام" . فقد كانت إدارة أوباما ذكية بما يكفي لتزويد إيران بفرصة للتعاون الإقليمي بعد أن‌توصلت إلى استنتاج مفاده أن إيران لا تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، وأن ما يشاع عن إيران يعود في الحقيقة إلى  مطابخ الدعاية السياسية للأوساط الصهيونية وبعض قادة الدول العربية الذين يهتمون بمصالحهم ويخشون من زوال نفوذهم وسيطرتهم على شعوب المنطقة المضطهدة. فإذا نظرنا إلى واقع الخريطة الجيوسياسية والجيو استراتيجية في المنطقة نظرة موضوعية واستراتيجية نجد أن إيران بصدد الدفاع عن مصالحها الخاصة ومصالح بلدان المنطقة ولم تقصد السيطرة على المنطقة. وتتمتع الدول العربية المخالفة للجمهورية الإسلامية وكذلك النظام الصهيوني بأحدث التقنيات العسكرية، وتتمتع بالدعم النووي وغير النووي من الناتو والولايات المتحدة، ومع ذلك تجأر بأن إيران تريد الهيمنة على المنطقة وإحياء الإمبراطورية الفارسية، في حين أن مصدر قلقهم نابع أولاً، من الخشية من شعوب بلدانهم الذين يتوقون للمزيد من الحرية والتحرر كما هم عليه، وثانياً، الاتكاء على مصادر خارجية لأمنهم وتبعيتهم المفرطة للولايات المتحدة والدوائر الصهيونية.
النقطة التالية هي أن ترامب وفريق الأمن القومي، ينظرون إلى إيران على أنها تمثل التهديد الرئيسي للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة. ولقد منع التعاون الثلاثي بين إيران وروسيا والحكومة السورية من سقوط حكومة الأسد في سوريا، والآن يطالب ترامب الإيرانيين بمغادرة المنطقة. في حين ساهم المستشارون الإيرانيون إلى جانب الجيش والشعب السوريين في تحقيق الانتصار على الإرهابيين الأجانب. وهذا لا يعني وجود إيراني عسكري فعلي في سوريا كي يطلب ترامب إخراجه من هناك، وإنما الوجود الإيراني في سوريا وفي المنطقة وجود معنوي وهو يتماشى مع الطموحات والرغبات الطويلة الأمد لشعوب هذه الدول، التي تم حرمانها لسنوات عديدة من قبل الولايات المتحدة وبعض الدول العربية بشكل غير قانوني.
النقطة الثالثة: هي أن حكومة ترامب تزعم أنه "إذا لم نتصدي للبرنامج النووي الإيراني وكذا الصاروخي فسوف نرى كوريا الشمالية أخرى في المستقبل" (Wright & Malley,2018). والحال أن لمحة عابرة عن التاريخ والسلوك السياسي للمنطقة تكشف وبوضوح تام بأن إيران لم تكن يوماً ما تهديدًا لدول المنطقة. لم تهاجم إيران جيرانها في الأربعمائة سنة الماضية. وفي ظل الظروف الحالية إيران كانت إحدى الدول الموقعة على معاهدة عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل، وتخضع أنشطتها ومنشآتها النووية لسيطرة صارمة من قبل منظمة الطاقة الذرية الدولية، وتفتقر إلى الأسلحة النووية. بينما يهاجم النظام الصهيوني جيرانه كل بضع سنوات مرّة، وإنه يملك ما بين 80إلى200 رأس حربي نووي، ولم يكن من بين الدول الموقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ولا يسمح للمفتشين الدوليين للإشراف على منشآته النووية مخالفاً بذلك قرار مجلس الأمن. بالإضافة إلى ذلك، فإن سلاح الجو ومنظومة الصواريخ الإسرائيلية والسعودية في المنطقة أكثر تقدماً من الصواريخ و الطائرات المقاتلة الإيرانية. وربّما هذا هو السبب الذي جعل كلاً من حكومة ترامب والنظام الصهيوني يعتقدون بأن لديهم القدرة على تدمير برنامج إيران النووي والصاروخي والقضاء عليه من خلال قصفهم 29. لكن الحقيقة هي أن برنامج إيران النووي والصاروخي هو نتاج وثمرة جهود وعمل الشباب الإيرانيين وأبناء هذا الوطن ولا يتم استيراده من مصانع البلدان الأخرى ليسهل القضاء عليه وتدميره بالقصف أو بأي شيء آخر.

النتيجة
يدور الجدل السياسي بين مفكري السياسة الخارجية حول حقيقة ما إذا كانت حكومة البيت الأبيض تعمل وفق استراتيجية خاصة أو أنها تعمل دون اعتماد أية استراتيجية على المستوى الدولي. وهذه القضية ليست جديدة ولا تختص بحكومة ترامب فقط، بل تشمل جميع الحكومات التي تعاقبت على البيت الأبيض بعد الحرب العالمية الثانية. ما يميز النقاش حول حكومة ترامب هو أن تشكيل وتنفيذ السياسات في حكومة ترامب يختلف عما كان عليه قبل تصديه لرئاسة البيت الأبيض، حيث يتخذ ترامب في معظم الحالات وخاصة في القضايا ذات الدوافع الشخصية القرار النهائي بنفسه بلا تشاور مع الفريق الأمني وعرض القضية على مستشاريه. هذه الخصوصية لترامب تسببت في عدم إمكانية التنبؤ بسياساتها والتخمين بالإجراءات التي يقدم عليها. 
يؤمن ترامب بأن الولايات المتحدة تتجه نحو التراجع وأنه البطل الذي بيده مفتاح إنقاذ البلاد من هذا الوضع والعودة بها إلى ريادتها السابقة، ولذلك يرى أن هذا هو السبب الذي جعل الشعب الأميركي ينتخبه رئيسًا للبلاد. وإن استراتيجيته لتحقيق هذا الهدف المتمثل بإعادة "تفوق أمريكا على الصعيد العالمي" تتمحور حول نظريته السلبية تجاه المؤسسات والمعاهدات الاقتصادية والسياسية والعسكرية الدولية التي يراها تمثل تهديداً للولايات المتحدة الأمريكية إلى  جنب كل من مسألة المهاجرين والتطور الصيني. وإن هذه المؤسسات الدولية وفضلاً عن إثقالها كاهل الخزينة الأمريكية، هي في معظم الحالات تكبّل بقواعدها وأنظمتها يد واشنطن وتعيق حرية الولايات المتحدة في تحقيق مصالحها الخاصة، فلابدّ من إجراء تعديلات جوهرية على هذه القوانين والأنظمة التي تحكم تلك المؤسسات. كذلك يرى في كل من قضية المهاجرين والتطور الصيني أنهما يمثلان عاملين أساسيين في انتشار البطالة وفقدان الوظائف وانحسار روح الإنتاج في أمريكا.
ويواجه ترامب مشكلة كبيرة مع الصين منطلقها الروح الاقتصادية والجيوسياسية والقومية. حيث أصبحت الصين دولة تتحدى في الوقت الحالي تفوق الولايات المتحدة على المستويين الإقليمي والعالمي. وعليه فإن حرب الولايات المتحدة ضد الصين، على النقيض من حلفائها التقليديين، هي حرب حقيقية وسترتفع بوتيرة متزايد. بالإضافة إلى ذلك، يعتقد ترامب وعلى العكس من مؤسسات وصانعي القرار الأمريكي بأن التقرب من روسيا بأي مستوى كان سوف ينتج أكبر عدد ممكن من المزايا في أوروبا وإدارة أعضاء حلف الناتو خاصة في مجال دفع فاتورة تمويل حلف الناتو.وستزيد من قدرة الولايات المتحدة على المناورة في الشرق الأقصى وأوراسيا، وفي الجولات الجيوسياسية والاقتصادية للقوى الكبرى ضد الصين. كذلك سوف تحد من قدرة إيران على المناورة في أوراسيا وغرب آسيا.
ويستند موضوع إيران في النظام الفكري والاستراتيجي للرئيس ترامب على مطالب الشؤون الداخلية للبلدين من إيران وأمريكا ومنطقة غرب آسيا.
ويظهر من المنظومة الفكرية والاستراتيجية لترامب بأن سياسة الخارجية تجاه إيران تعكس بشكل أكبر القضايا الداخلية في كل من إيران والولايات المتحدة ومنطقة غرب آسيا، وأنها وليدة لها. ثم إن الإنجيليين من رعاة حكومة ترامب داخل الولايات المتحدة سعداء جداً بنهجه التقاربي مع حكام النظام الصهيوني في الوقت الراهن. كذلك تعتمد إسرائيل شأنها شأن "ترامب" ولأسباب مختلفة المنهج الجكسوني. كذلك صارت الروح الوطنية الجاكسونية لترامب سبباً في إحداث التقارب بين القاعدة الشعبية وبعض المحافظين الجدد المؤيدين لإسرائيل في الساحة الأمريكية.
بالإضافة إلى ذلك، هناك نوع من التقارب والمنفعة المتبادلة على أساس المصالح المشتركة بين كل من ترامب ونتنياهو في مجال التعاطي مع قضايا المنطقة والتركيز على إيران، حيث تقع إيران في مركز المصالح المشتركة لأمريكا الترامبية ونظام الإسرائيلي النتنياهوي، في قطب الدائرة وان القضية الفلسطينية لن تنسى دون الفراغ من إيران والتصدي لها. فقد أصبحت إيران محور الاستقلال المحفز للسلوك السياسي في العالم نحو التحرر والخروج من تحت دائرة هيمنة الولايات المتحدة في المنطقة. تلعب الصعوبات الاقتصادية التي تواجه إيران دورًا مسهلاً في تشكيل مثلث مجموع أضلاعه الثلاثة مكون من الولايات المتحدة وإسرائيل والمملكة العربية السعودية في المنطقة. ويحقق هذا المثلث مجموعة من النتائج للولايات المتحدة وإسرائيل، وتكمن الميزة الاستراتيجية للمثلث في نظر ترامب في حقيقة أن قادة بعض بلدان المنطقة يعتبرون إيران تهديدًا لحكومتهم وأن الولايات المتحدة تلعب دور الضامن لاستمراريتها؛ لذلك، فهي ملزمة بتوفير الحد الأقصى من النفقات وضمان الحد الأدنى من الانعكاسات في التعامل مع إيران للولايات المتحدة وإسرائيل. وفي هذه الحالة لا يجب على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تحمل دفع فاتورة تكاليف الموقف من إيران وما ينتج منها من مردودات سلبية على الخزينة والعوائد الأمريكية وتوجيه سيل الدولارات باتجاه واشنطن لأجل خلق فرص العمل وتعزيز القاعدة الاقتصادية والعسكرية الأمريكية فقط، بل يجب عليهم محو صورة فلسطين من الذاكرة التاريخية والجغرافية للمنطقة في إطار ما بات يعرف بصفة القرن وتحقيق إنجاز كبير للّوبي الصهيوني داخل الولايات المتحدة والنظام الصهيوني..

الحاشية)
1.فقد التقى وزير الخارجية المكسيكي في واشنطن بالرئيس ترامب في البيت الأبيض ولما سئل وزير الخارجية تيلرسون عن ظهر تبين أنه لم يكن على علم بزيارة الضيف المكسيكي. هذه هي سياسة الفريق الأمني في حكومة ترامب الذين لا يؤمنون بالقواعد التقليدية للسياسة ويعتقدون أنه في الوضع الحالي، كلما كان ممكنا القيام به يجب تنفيذه. (Brigety,2017) وبعد يومين من قمة هلسنكي، تم توجيه السؤال لمدير الاستخبارات القومية الأمريكية دان كوتز حول المفاوضات ما بين ترامب وبوتين، أجاب بأنه لم يعرف عنها شيئاً، كما أنه لا يعرف شيئا عن دعوة بوتين لزيارة البيت الأبيض، مخاطباً الإعلاميين بأن سمع بذلك من وسائل الإعلام كما سمعتم. (CNN.com, July 19,2018)
2 . James Clarke Chace Professor of Foreign Affairs
3 . Spear Carriers.
4. صرح ترامب بهذه الحقيقة عندما قال: إنه يريد السلام عن طريق القوة. (Pagliarulo,2017:7)
5 . سيصل العجز في ميزانية الولايات المتحدة إلى 1.5 تريليون دولار خلال السنوات العشر القادمة، الأمر الذي يجعل من غير المحتمل أو من المستحيل بالنسبة للولايات المتحدة الدخول في حرب غير مضمونة النتائج والنصر فيها ليس حاسماً.
6 . TPP
7 . JCPOA
8 . . Paris Climate Change Agreement.
9 .وعلى النقيض من ذلك صوت مجلس الشيوخ الأمريكي لصالح حلف الناتو بواقع 97 صوتاً مقابل صوتين مخالفين، وذلك نظرًا لأهمية ودور حلف الناتو وعلاقاته مع الولايات المتحدة، وأصدر مرسوماً حدد من خلاله نوع العلاقة مع حلف الناتو وأن أي قرار بخصوص هذه الحلف يتطلب موافقة ثلثي مجلس الشيوخ.
10. توجد هنا ثلاث نظريات، حيث يرى البعض بأن ترامب يتحرك ضمن استراتيجية ونظرية محددة المعالم، فيما نفى البعض الآخر تحرك ترامب ضمن استراتيجية محددة، وذهب بعض الباحثين إلى  القول بأن ترامب لا يملك أية منظومة فكرية ولا ينطلق عن أي استراتيجية. 
11 . Chaos.
12 .Reactive Tactics
13 .Transactional Approach.
14. لقاؤه مع قادة كوريا الشمالية وروسيا كان مخالفاً لنظرة كافة المستشارين وعلى العكس من موقف حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية.
15 .America First.
16. Make America Great Again
17. ومن المبادئ الأخرى لهذه المدرسة: القومية، الشعبويّة في السياسة الخارجية، الصليبية الاستثنائية والنهج الهوبيزي كل شيء أو لا شيء.
18 . بالطبع، هذه التصريحات لا تعني نهاية حلف الناتو والعلاقة مع الولايات المتحدة، وإنما تعني أن أعضاء حلف الناتو يجب أن لا يعتمدوا كثيراً على القيادة الأمريكية.
19 . . Wear and Tear.
20 . Pivot to Asia.
21. إنما تعتبر كوريا الشمالية تهديداً لأمريكا إذا كانت لديها القدرة على ضرب الأراضي الأمريكية بصواريخها وبرنامجها النووي. وبخلاف ذلك فلا يرى ترامب مانعاً من التعامل معها وإن برنامجها الصاروخي والنووي يكون أمراً ً قابلاً للتعاطي معه ويمكن للولايات المتحدة التحكم به، وعلى وجه الخصوص حكومة ترامب. 
22 . Brezinski, Zbigniew,(1977).
23 . Layne, C, (2006) & Layne, C, (2009).
24. قال المعلق السياسي الأمريكي جيسون ميلر في لقاء له مع شبكة سي إن إن الإخبارية دعماً لاجتماع الرئيس ترامب مع بوتين: إن الولايات المتحدة بحاجة إلى روسيا لزيادة الضغط على إيران.
25. لمزيد الاطلاع أنظر: رضا درويش، الانتخابات الرئاسية واستراتيجية الحكومة الأمريكية الجديدة اتجاه غرب آسيا، فصلية دراسات السياسة الخارجية لطهران، السنة الأولى، خريف 1395 شمسي، العدد 1. الصفحات 91-122. وانظر حوارية العواقب الجيوسياسية لانهيار الاتفاق النووي، نفس العدد. 
26. لقد ضعفت داعش في الشرق الأوسط اليوم، لكنها انتشرت بشكل مبعثر في مناطق مختلفة من أفريقيا وسيناء وليبيا وأفغانستان وحتى أوروبا، وفي هذا السياق وفي الظروف القلقة يكون من الصعب مكافحتها واستمرار عدم الاستقرار في المنطقة. (Allen & Others,2017) 
27. لا تملك الولايات المتحدة الرغبة في إعادة بناء المدن التي تم تحريرها من قبض داعش في العراق وسوريا مثل الموصل. حيث يرى ترامب بأن فاتورة هذه المهمة يجب أن تقع على كاهل حكومات المنطقة وبلدانها. (Cohen,2017) 
28. النتيجة الطبيعية لانسحاب أمريكا من الاتفاق النووي تتمثل في عدم الاستقرار ونمو التطرف. (Chas,2018)
29 .اقترح وزير الخارجية الحالي مايك بامبئو على إدارة أوباما، في تصريحات معادية لإيران عام 2014م بدلاً من التفاوض على برنامج إيران النووي يجب مهاجمة وتدمير المنشآت النووية الإيرانية بـ 2000 طلعة جوية.

 

 

المصادر:
1. - رضا درويش، الانتخابات الرئاسية واستراتيجية الحكومة الأمريكية الجديدة اتجاه غرب آسيا، فصلية دراسات السياسة الخارجية لطهران ، السنة الأولى ، خريف 1395 شمسي، العدد1. الصفحات 91-122. 

 Allen John, Gordon Philip, Lindborg Nancy & Zarate ( Nov 15,
2017) Assessing U.S Middle East Priorities, , Panel 1 of MEI’s
Annual Conference, held at the Capital Hilton in Washington
D.C.www.youtube.com/watch?v= L3XwBqGj32g.
2. Brezinski, Zbigniew,(1977), The Grand Chessboard: American
Primacy and Geostrategic Imperative, New York: Books.
3. Brigety, Reuben,( May 23,2017) America First: U.S Global
Engagement in the Trump Era, The International Institute for
Strategic Studies. www.youtube.com/watch?v=Qx1rVImVehk.
4. CNN.com, (July 19,2018),) Trump and Putin Summit.
5. Cohen Eliot, & Suri Jeremi,( Jan 22, 2018), American Forum: The
President’s First Year: part1: National Security in the Trump Era.
www.youtube.com/watch?v=pxLz8W_A7qQ.
6. Cohen William,(Oct30, 2017), US Foreign Policy in the Trump Era:
Terrorism, North Korea, Middle East & Europe, The Washington
Center,. www.Youtube.comwatch?v=Bt2aQ8qMBB.
7. Dombrowski Peter & Simon Reich, (2017), Dose Donald Trump
have a Grand Strategy? International affairs 93:5.
8. Freeman W. Chas,(2018), The geopolitics of Iran Nuclear
Negotiations, Norwegian Institute of International Affairs.
9. Goldberg Jeffery, Schake Kori, Farks Evelyn & Wright Thomas
(Jun 26,2018),Understanding Trump’s Foreign Policy, The Aspen
Institute,. www.youtube.comwatch?v=ZwIQaVIqK1I.
10. Harper Stephen,( Jun 27,2018), Discusses U.S. Foreign
Policy at Five Eyes Forum in London, CTV
News,.www.youtube.com/watch?v=NNnIFHTFzQ.
11. Heilbrunn Jacob, (May 25, 2018), Trump isn’t Fighting American
Decline. He’s Speeding It up. www.washingtonpost.com/news/global-
opinion/wp/2018/05/25/trump-isnt-fighting-american-decline-hes-
speeding-it-up/?noredirect=on&utm_term=.5c7d64c981d7
12. Layne C, (2006), The Peace of Illusions: America Grand
Strategy from 1940s to the Present. London: Cornell University
Press.
13. Layne C, (2009), America’s Middle East Grand Strategy after
Iraq: the Moment for Offshore Balancing has arrived. Review of
International Studies, 35, 5-25 .
14. Layne C,(2012), The (Almost) Triumph of Offshore
Balancing. Retrieved from National Interest: http://national
Interest.org/commentary/almost-triumph-offshore-balancing-
6405?page=2.
15. Mead Russell. Walter & Chace Clarke. James,( May
17,2018) U.S Foreign Policy Under Donald Trump: The Scorecard
so far, PolicyExchangeUK,.
www.youtube.com/watch?v=ojPFMcnmyUg.
16. Mearsheimer John, Kennedy Paul, Desch C. Michael &
McCarthy Daniel,( Nov 9, 2017), U.S. Foreign Policy in the Trump
Era: The Future of Great Power Politics, The American
Conservative.
17. Obama B.(2015), National Security Strategy of the United
States of America. Washington: The White House.
18. Pagliarulo Diego, (Jan 3, 2017),Donald Trump, the Middle East,
and American Foreign Policy, www.e-ir.info/2017/01/03/ Donald-trump-
the-middle-east-and-american-foreign-policy/
19.Sputniknews,(2018),www.sputniknews.com/worldd/201807261066
705921-trump-kissinger-advice-on-russia/Trump advised by
Kissinger to cozy up with Russia to Contain Chaina- Reports.
20. Trump D. (2017), National Security Strategy of the United
States of America. Washington: The White House.
21. Wike Richard, (May 29, 2018), Why Europeans Turned
Against Trump.
22. Wright Robin, & Malley Robert (Jan 18, 2018),Raised Stakes:
U.S. Policy Toward Iran in 2018,Woodrow Wilson Center,
www.youtbe.com/watch?v=2mww1vyprw8.


قراءة: 917