فصلنامه مطالعات سیاست خارجی تهران
 

حلقة حوارية تخصصية المقاومة في اليمن؛ الإنجازات، الفُرص و التحدّيات الجزءالثاني

محمد مهدي شریعتمدار
الدكتور مقداد نيلي

لمحة
يمتاز اليمن بموقع جغرافي و سياسيّ فريد على الصُعُد الجيوسياسية و الجيوإقتصادية و الجيوإستراتيجية، كما يزخر التاريخ المعاصر لهذا البلد بالكثير من التحوّلات المرتبطة مباشرة بالخصوصيات آنفة الذكر.
في خضمّ الصحوشة الإسلامية التي شهدتها بعض الأقطار العربية في (٢٠١١م) و التحولات التي أعقبتها، دفع اليأس و عدم الثقة بالنظام الفاشل الجاثم على صدر الشعب منذ ثلاثة عقود بالجماهير اليمنية إلى تنظيم مسيرات احتجاجية في شوارع البلاد و طرح مطالبه السياسية. في نوفمبرتشرين الثاني من العام نفسه - و بعد أشهر من المفاوضات - و في ذروة الصراع العسكري توصّلت الأحزاب السياسية و التيارات الناشطة إلى حلّ وسط يقضي بنقل السلطة السياسية بشكل سلميّ خلال مدّة لا تتجاوز السنتيْن، و بموجب هذا الاتّفاق يحصل رئيس الجمهورية السابق علي عبد الله صالح على الحصانة السياسية لقاء تخلّيه عن السلطة على أن‌يتسلّم نائبه عبد ربّه منصور‌هادي زمام السلطة كرئيس مؤقت.
ولكن بسبب الثغرات التي شابت عملية انتقال السلطة و تواصل المفاوضات و الحوار الوطني بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، تعرّضت جميع المساعي السياسية للفشل فحال ذلك دون تحقيق الأهداف التي سعت إليها الانتفاضة الشعبية٬ فحدث اقتتال داخلي نتيجة لتفاقم الأوضاع على أرض الواقع. و في أثناء هذه الصراعات تحوّلت جماعة أنصار الله التي كانت تحظى بدعم شعبيّ كبير إلى قوة عظيمة منسجمة تسيطر على جزء واسع من أرض اليمن. و لمّا شعرت المملكة العربية السعودية أنّ التغييرات الحاصلة داخل اليمن – جارها الجنوبي – لاتصبّ في مصلحتها قرّرت في السادس و العشرين من مارسآذار عام (٢٠١٥م) شنّ الحرب على بعض مناطق اليمن، و بدعم من الولايات المتحدة شكّلت السعودية تحالفاً عسكرياً ضمّ كلّاً من الإمارات و الكويت و البحرين و قطر و السودان و مصر و الأردن أملاً منها في إجبار الشعب اليمني المناضل على الاستسلام بعد أن انتفض ضدّ سياسة الاستكبار التي مارستها القوى العظمى للتخلّص من الضعف و الاستضعاف.
وتقديراً لنضال الشعب اليمني العظيم و تطلّعه إلى تحقيق الاستقلال و تضحياته و مقاومته الباسلة خلال السنوات الماضية للدفاع عن مبادئه الدينية و الوطنية و البطولات الخالدة التي سطّرها هذا الشعب في سجلّ تاريخه، و للكشف عن الأبعاد الخفيّة لهذه الفترة المهمّة و الحسّاسة من تاريخ اليمن الصامد بادرت إدارة مجلة (فصليةطهران لدراسات السياسة الخارجية) اإلى تشكيل ندوة خاصة شارك فيها مختصّون من إيران و اليمن من أجل تحليل الأحداث السياسية و الأمنية في اليمن. و قد بذلنا في هذه الندوة جهداً كبيراً لغرض تقييم التحوّلات التي وقعت خلال العقد الماضي (لا سيّما بعد الصحوة الإسلامية) و آفاقها المستقبلية من منظار استراتيجيّ دقيق.
هذا، و شارك في الندوة المذكورة كلّ من السادة إبراهيم الديلمي (سفير الجمهورية اليمنية لدى إيران) و الدكتور عبدالسلام راجح (المحلل السياسي و الناشط الإعلامي اليمني) و محمّد علي بك (الرئيس السابق للدائرة اليمنية بوزارة الخارجية الإیرانية) و حسن عابدين (القائم السابق بالأعمال في سفارة الجمهورية الإسلامية في اليمن) و الدكتور مهدي شريعتمدار (نائب رئيس تحرير المجلة) و قد أدار الندوة الدكتور مقداد نيلي (رئيس قسم الخليج الفارسي في المجلة). نتقدّم بالشكر و التقدير للأساتذة المشاركين و ندعو القرّاء الأعزاء إلى مطالعة الجزء الثاني من الندوة المذكورة.

 

 

 

*الفصلية: لديّ سؤال أوجّهه إلى سعادة السفير و هو: أحد الأمور التي تُذكر عن جماعة أنصارالله منذ 2015م فما بعد فيما يتعلّق بقرار مجلس الأمن هو النهج العقلاني الذي اتّبعته الجماعة في إدارة هذا الملف. و قد تجلّت هذه العقلانية بوضوح في المفاوضات و في مقاربات المقاومة. في الفترة الأخيرة سمعت تصريحاً لأحد المعارضين لجماعة أنصارالله و اسمه عصام شريم من حزب المؤتمر الشعبي يقول فيه: إنّني أرتاح كثيراً لأسلوب السيد عبدالسلام في التفاوض، فهو يتفاوض بصورة دقيقة و وفق رؤية محددة. على أيّ حال، و بعيداً عن الحرب و الصراع، فإنّ قراء المجلة يريدون أن يعرفوا ما هو النموذج الذي تحبّذه جماعة أنصار لمستقبل اليمن؟ على افتراض زوال العوائق الراهنة و أرادت الجماعة أنّ تطبّق سياساتها، فما هو نموذج الحكومة الذي تريد أنصارالله أن تطبّقه على الأرض؟ 
*إبراهیم الدیلمي: من الصعب الإجابة عن هذا السؤال في الوقت الذي ماتزال فيه الحرب مستعرة و الاشتباكات دائرة. المشكلة الرئيسية التي يعاني منها اليمنيون هي عدم وجود دولة في اليمن. في الماضي كانت توجد سلطة، و لكن لم تكن هناك دولة. من وجهة نظرنا يجب أولاً و قبل كل شيء إقامة دولة على أسس و مبادئ صحيحة تفرض سلطتها على جميع طبقات الشعب اليمني. لاأقصد بكلامي الأحزاب السياسية، ذلك أنّ الطبقات الاجتماعية و القبائل اليمنية أكبر من كل التيارات السياسية.
 كما نعتقد أنّه يجب إتاحة الفرصة لليمنيين لإطلاق حوار يمني - يمني لكي يتوصّلوا إلى إطار لإدارة المرحلة الانتقالية، حتى يخوضوا في المرحلة التالية تجربة الانتخابات الحرة الشعبية النزيهة. طبعاً، لا ينبغي الإيحاء بأنّ مشكلات اليمن داخلية فقط، و عليهم أن يعملوا بأنفسهم على حلّها، لا هذا ليس صحيح، لأنّ جوهر المشكلة، على الرغم من أسبابها الداخلية، يعود إلى التدخلات الخارجية في شؤون اليمن. بناءً عليه، ما دامت هذه التدخلات مستمرة لا يمكن تأسيس دولة أو نظام سياسي. هذا أمر محال و لا يمكن أن‌يحدث. هذه التدخلات الخارجية تتم بواسطة أيادي داخلية لا تؤمن أساساً بفكرة قيام الدولة.
من وجهة نظري، لقد أخذ اليمنيون وقتاً كافياً في الحوارات الوطنية للتوصل إلى اتفاق بشأن هذه القضايا في الحوارات الوطنية، و قد تحقّقت نتائج محدّدة في هذا المضمار. طبعاً لا أقول أنّ هذه النتائج واعدة للغاية و مثالية. و لكن يمكن النظر إليها كنقطة انطلاق. لا يمكن التعويل على مسألة تأسيس الدولة ما دامت إرادات التيارات و الأحزاب السياسية مرهونة بإرادات الدول الأجنبية، فهدف الحرب المفروضة على اليمن اليوم و التي يتصدّى لها اليمنيون ببسالة هو مصادرة حقّ الشعب اليمني في تقرير مستقبل بلاده. فعندما نتمكن من امتلاك قرارنا الحرّ و تأسيس الدولة على أسس سليمة، حينئذ نستطيع أن نتحدّث عن النظام السياسي المستقبلي. 
*الفصلية: نرجو أن تتحدّثوا بشكل موجز عن مستقبل اليمن، و إمكان تقسيمه، و فدرلته، و النموذج الفدرالي.
*إبراهیم الدیلمي: نحن و سائر الأحزاب السياسية الوطنية نرغب في يمن موحّد. لنرى كم حزب سياسي سيطالب بالانفصال في حال إجراء استفتاء على مصير اليمن؟ 
*الفصلية: أيّ مشروع مطروح حول الفدرالية و ما طبيعته؟ 
*إبراهیم الدیلمي: لن نقبل بالفدرالية التي تنتهي إلى التقسيم مطلقاً. هناك فكرة تقول بتوسيع صلاحيات المحافظات، بمعنى، أن تقوم العاصمة بتقسيم الصلاحيات على المحافظات. 
*الفصلية: كما في نموذج العراق؟
إ*براهیم الدیلمي: كلا. نحن طبعاً لا نريد أن نُشكل على نموذجي لبنان و العراق، إلّا أنّ اليمن يرغب في إيجاد النموذج الخاص به. 
*الفصلية: الصيغ السياسية صيغ محدودة، كونفدرالية أو فدرالية أو مركزية أو تقسيم المحافظات، أيّ صيغة من هذه الصيغ سيختار اليمن؟ مثلاً في العراق توجد حكومة مركزية و في نفس الوقت هناك إقليم كردستان الذي يدير شؤونه الداخلية بصورة ذاتية بينما تقوم بغداد بحسب القانون الفدرالي بحماية الحدود الدولية للعراق. و في لبنان هناك ما يُعرف بصيغة الثلث المعطّل. فأيّ صيغة يبحث عنها اليمن؟
*إبراهیم الدیلمي: حتى اليوم، لليمن حكومة مركزية، لكنّ هذه الصيغة غير عملية، و لم تكن ناجحة، و في نفس الوقت فإنّ الصيغ الأخرى كالعراق و لبنان لا تناسب الوضع في اليمن. كانت لنا في اليمن تجربة لم يُسمح لها أن‌تعيش و هي توسيع صلاحيات المجالس المحلية في المحافظات، و هذه الصيغة مذكورة في القانون لكنّها لم تفعّل. برأينا أنّها مناسبة لظروف اليمن. 
*الفصلية: في أيّ قانون مذكورة هذه الصيغة؟ 
*إبراهیم الدیلمي: في القانون الذي يعود تاريخ صدوره إلى حوالي العام 2000 م. 
*الفصلية: هل لكم أن تتحدّثوا عن موضوع تقاسم السلطة بين الأحزاب السياسية و مشاركتها السياسية.
*إبراهیم الدیلمي: لقد تغيّرت خارطة توزيع النفوذ للأحزاب السياسية في اليمن تماماً، على سبيل المثال، كان للحزب الاشتراكي الناصري نفوذ قوي في عقد التسعينات من القرن الماضي. 
*الفصلية: لا، بعيداً عن مقولة أيّ الأحزاب كانت قوية أو مشاركة. 
*إبراهیم الدیلمي: يوجد في اليمن اليوم أكثر من 30 حزباً سياسياً، غير أنّ التيارات الرئيسية في اليمن اليوم هي أربعة تيارات: «أنصارالله»، «حزب الإصلاح»، «حزب المؤتمر الشعبي العام» و «الحراك»، هذه هي الأحزاب الأربعة الرئيسية، و لكن يمكن تقسيمها إلى جماعتين رئيسيتين: جماعة مع العدوان و جماعة تتصدّى له. 
*الفصلية: ما هو مستقبل التيارات السياسية التي تقف مع العدوان؟ 
*إبراهیم الدیلمي: لا يوجد أكثر من تيار يقف مع العدوان، و هؤلاء أيضاً يمكن استيعابهم. 
*عبد الرحمن راجح: النتائج التي ستؤول إليها الحرب هي التي ستحدّد ملامح النظام السياسي المستقبلي في اليمن.
*الفصلية: نريد أن نعرف وجهة نظر جماعة أنصارالله.
*عبد الرحمن راجح: اعتقد أنّه لا رأي لأنصارالله في هذا الموضوع حتى الآن، و لكن أتصوّر أنّ النتائج و طريقة انتهاء الحرب هي التي ستحدّد جوهر النظام السياسي الجديد.  
*الفصلية: ما هو مآل العلاقة مع العربية السعودية و مصير المناطق اليمنية التي استولت عليها السعودية بموجب الاتفاقية المبرمة بين البلدين؟ 
*إبراهیم الدیلمي: في الوقت الحاضر، اليمنيون في موقف التصدّي للعدوان السعودي، و لكن إذا أوقفت السعودية عدوانها و توصّل البلدان إلى تفاهم و توافق حول خسائر الحرب و إعادة الإعمار و علاقات ثنائية قائمة على الاحترام المتبادل، فلا مانع من إقامة مثل هذه العلاقات. المشكلة هي أنّه عندما تطرح السعودية موضوع ترسيم الحدود مع اليمن، فإنّ هذه القضية هي يمنية بحتة و ليس بمقدور أيّ جهة سياسية يمنية أن تبتّ بها بشكل منفرد، فهي قضية تحتاج إلى قرار يمني وطني موحد.  
*الفصلية: و ماذا عن المحافظات الثلاثة التي تمّ التخلّي عنها للسعودية؟ 
*عبد الرحمن راجح: هذه القضية ذات طابع سياسي في الغالب، وشبيهة مثلاً بمطالبات الإيرانيين بعودة جمهورية أذربيجان و أفغانستان إلى التراب الإيراني. هناك نقاش في اليمن حول هذه المسألة، و لكن لا أعتقد حتى سكان تلك المحافظات يرغبون في مثل هذا الأمر.
*إبراهیم الدیلمي: إنّ النزاع مع السعودية لا يدور حول ترسيم الحدود، و إنّما يتعلّق بإرادة الشعب اليمني و المخططات التي ينوي الآخرون تنفيذها في اليمن.
*الفصلية: في السؤال السابق تحدّثنا عن عقلانية أنصارالله، و الآن نسأل عن مقاومة هذه الجماعة و الشعب، و عن شعاراتها الرئيسية (الشعارات الأربعة) و توجهات السيد عبد الملك الحوثي و أخلاف المقاومة و أسلافهم في اليمن الذين اتّخذوا المقاومة شعاراً لهم. و ماذا عن اليمن الجديد الذي سوف يتشكّل وفقاً للآراء العامة للشعب اليمني بعد الحوارات الوطنية؟ أيّ دور سيضطلع به في المقاومة الإقليمية؟ ذلك أنّ المقاومة الإقليمية (أعم من المقاومة اليمنية و الفلسطينية) تشترك في عدّة أهداف رئيسية. نريد أن نعلم ما هو دور يمن المستقبل في المقاومة الإقليمية في إطار الشعارات التي ترفعونها؟
*عبد الرحمن راجح: بالنسبة    للمستقبل، يجب أولاً أن يتوقّف العدوان على اليمن و تتّضح نتائج الحرب بشكل عام، طبعاً لا يخفى على أحد أنّ اليمنيين قاوموا و صمدوا بوجه 17 إلى 20 دولة. كانوا على رأس محور المقاومة و استطاعوا أن يحققوا مكاسب عظيمة. لو تأمّلنا الأعوام من 2010 م حتى اليوم سنجد أنّ أكبر المكاسب قدتحقّقت في إطار محور المقاومة. أمّا عن عقلانية أنصارالله فإنّني كمحلّل سياسي عندما أنظر إلى نتائج أدائهم أؤمن حقّاً بعقلانيّتهم. لقداستطاع أنصارالله منذ عام 2005 م حتى الوقت الحاضر بقيادة عبدالملك الحوثي أن يسطّروا أروع الإنجازات. لقد تعاظم دورهم و توسّع، و استطاعوا أن يمثّلوا اليمن بصدق و إخلاص خير تمثيل. إنّ العقدة التي تعاني منها المفاوضات اليوم تكمن في من هي الجهة التي تمثّل الشعب اليمني. لو تأملت المبادرة العملية للهيئة الوطنية للحوار برئاسة محمد عبدالسلام و حكومة الإنقاذ في صنعاء حول وقف الحرب ستجد أنّ هؤلاء هم الذين يمثّلون اليمن. 
طبعاً لقد جرّبت السعودية عدّة استراتيجيات بهدف الضغط على اليمن، أولاً الحصار الاقتصادي. فحصار مدن اليمن الشمالية، كحصار غزّة، كان الهدف منه تأليب اليمنيين ضدّ جماعة أنصارالله، لكنّ الجماعة كسرت الحصار بإطلاق الصواريخ الباليستية و العمليات العسكرية بالطائرات المسيّرة. 
عندما تتوقّف الحرب سيكون بالإمكان الحديث عن دور اليمن في محور المقاومة و ذلك في ضوء الطريقة التي تنتهي بها الحرب و النتائج التي ستتمخّض عنها و عندما يقرّر اليمنيون شكل النظام السياسي الذي يرغبون فيه. في الحقيقة، إنّ التيارات السياسية اليمنية و علي عبد الله صالح و حتى جماعة الإخوان المسلمين الذين كانوا بصدد إقامة علاقات مع إيران، لم يتوصّلوا إلى هذه المقاربة حبّاً في إيران، بل إنّهم كانوا يسعون من خلال هذه العلاقة إلى الاستعانة بالقدرات الإيرانية لمواجهة المشروع السعودي، و ذلك لما تمثّله السعودية من خطر تاريخي على الدولة و النظام السياسي في اليمن. 
*الفصلية: إنّنا عندما نناقش موضوع المقاومة يتبادر إلى الأذهان الكيان الصهيوني بشكل خاص. لقد قلتم بأنّ الشعب اليمني يعارض بكل جوارحه الكيان الصهيوني و أنّه يؤمن بهذه الشعارات التي يرفعها. لا أقصد بهذا الكلام مسألة إيران و السعودية بل أريد أن أعرف هل بمقدور اليمن الجديد بما يملك من خصوصيات جغرافية و جيوسياسية أن يلعب دوراً في المواجهة مع الكيان الصهيوني؟
*عبد الرحمن راجح: حتى لو لم يشأ اليمن ذلك، فحتماً سيكون له دور في هذه المواجهة، فموقعه الاستراتيجي على مضيق باب المندب يقتضي ذلك. أيّ نظام سياسي عربي يستلم زمام الأمور في اليمن (وخاصة إذا كان نظاماً مستقلاً) فإنّ شعاره الأهم سيكون لصالح القضية الفلسطينية. و لا ينبغي أن ننسى ملاحظة مهمة و هي أنّ العدوان الذي يتعرّض له اليمن اليوم هو عدوان إسرائيلي من وجهة نظر اليمنيين. فأنتم تلاحظون أنّنا في أخبارنا و أدبياتنا السياسية نطلق على هذا العدوان العدوان الأمريكي الصهيوني. صحيح أنّ السعودية هي التي تهاجم اليمن، إلّا أنّ الدلائل تشير إلى مسألة أخرى، و إذا كنّا نشاهد اليوم التقارب الحاصل بين السعودية و الكيان الصهيوني فذلك بسبب حرب اليمن. باعتقادي أنّ خارطة المنطقة قد تغيّرت بحيث سيكون لليمن في المستقبل دور كبير إن في محور المقاومة أو على ساحة المواجهة مع الكيان الصهيوني.  
*شریعتمدار: موقف الشعب اليمني و أنصارالله و حلفائهم من قضية فلسطين موقف مشرّف و متقدّم، و لكن في ضوء وجود تيارات سياسية مختلفة و مشاركتها في النظام السياسي فهل نتوقّع أن تقوم هذه التيارات في المستقبل بتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني؟
*عبد الرحمن راجح: يمكن تقسيم هذه التيارات إلى فريقين، فريق صغير يقول بأنّ التقارب مع إيران سوف يتسبّب بمشاكل لليمن و هؤلاء يدعون إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني، و هي رغبة بعض الإخوانيين أيضاً، و من جهتهم يضغط الأمريكان أيضاً في هذا الاتجاه. فلنتذكر الدعوة المقصودة التي وُجّهت إلى وزير خارجية اليمن في حكومة منصور هادي لحضور المؤتمر الذي عُقد في وارشو. و على ما أتذكّر أنّهم أجلسوه إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي. هذا يثبت أنّ ثمّة تحركات في هذا الاتجاه، و أنا واثق من أنّ العربية السعودية تعمل على التقريب بين بعض التيارات اليمنية و الكيان الصهيوني. أمّا أن ينشط هذا التيار لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني فهو احتمال ضعيف للغاية لأنّ أنصار هذا الاتجاه لا يملكون أيّ قاعدة شعبية في اليمن. 
*حسن عابدین: أستطيع أن أقول بشكل قاطع بأنّ السمة المشتركة لجميع الشعب اليمني بشماله و جنوبه و حتى التيارات السياسية (بلا استثناء) هي الدفاع عن فلسطين، لأنّ القضية الفلسطينية تضرب بجذور عميقة في وجدان الشعب اليمني. ما من فريق سياسي يستطيع أن يقدم على خطوة كهذه حتى لو أراد ذلك، و أعتقد أنّ هذه الخصوصية لا يمكن أن تجدها في أيّ بلد آخر. أقول هذا الكلام عن علم و دراية بالموضوع.
*عبد الرحمن راجح: لقد أشار السفير اليمني إلى نقطة مهمة و واقعية و هي، إذا هُزمت جماعة أنصارالله في اليمن فإنّنا سوف نشهد انطلاق قطار التطبيع مع الكيان الصهيوني، لماذا؟ صحيح أنّ موقف الشعوب في البلدان العربية بما فيها السعودية ضدّ التطبيع مع الكيان الصهيوني، إلّا أنّ موضوع النظام السياسي هو أمر مختلف، لأنّ الأنظمة السياسية ستقف إلى جانب من يدعمها و يؤيّدها. 
*الفصلية: هل يعني هذا أنّه لو أرادت السعودية أو الإمارات تطبيع العلاقة مع الكيان الصهيوني فإنّ منصور هادي مثلاً سيعارض ذلك؟
*حسن عابدین: إنّكم لم تشاهدوا مسيرة التطبيع في اليمن في عهد صالح أو منصور هادي و لن تشاهدوها.
*عبد الرحمن راجح: لقد تغيّرت الأوضاع، لقد أصبح موضوع تطبيع الأنظمة السياسية العربية لعلاقاتها مع الكيان الصهيوني أمراً علنياً، من كان يتصوّر أن يجلس وزير خارجية اليمن إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي و لايتفوّه أحد بكلمة. لم يعلن علي محسن الأحمر عن أيّ موقف، في حين أنّه هو من كتب العقيدة القتالية للجيش اليمني و سمّى إسرائيل بالعدو. و في تعز أو مأرب أيضاً لم نشهد أيّ اعتراض. 
*حسن عابدین: بعض أعضاء حزب الإصلاح مثل السيدة توكّل كرمان اعترضت على ذلك.
*عبد الرحمن راجح: كانت وراء هذا الاعتراض أهداف سياسية.
*إبراهیم الدیلمي: لا تذهبوا بعيداً، إنّ محور المقاومة هو العائق أمام عملية التطبيع في كل نقطة في منطقتنا. 
*الفصلية: السيد عابدين، مع بدء هذه المفاوضات الجميع قال: إنّ هذه المفاوضات تؤشّر نبض العمليات في الميدان، فقد جرت عدّة جولات من المفاوضات في الكويت و ستوكهولم، و أدّت التحولات الميدانية إلى تبنّي كل فريق مفاوض لرؤية معيّنة مسبقة قبل الدخول في المفاوضات. لقد تغيّرت الأوضاع الميدانية كثيراً خاصة مع بدء المفاوضات في ستوكهولم. لقد عزّزت جبهة أنصارالله مواقعها في شمال اليمن و شرقه و جنوبه. كما أنّها وصلت إلى موقع مختلف بفضل تحالفها مع القبائل. و في هذه الأثناء، فإنّ السعودية كانت تواجه وباء الكورونا و انخفاض أسعار النفط و التي أدّت إلى خلق أزمة بالنسبة للإمارات و السعودية. و في ضوء التحدي الذي تواجهه السعودية في مسألة انتقال السلطة، ما هي تقديراتكم للمفاوضات؟ و نظراً لدخول منظمة الأمم المتحدة و الحكومة البريطانية بشكل خاص على خط المفاوضات، فما هو تقييمكم للمفاوضات و آفاقها المستقبلية؟
*حسن عابدین: لاحظ معي أنّه لاأحد يشكّ في إخلاص جماعة أنصارالله أو إيمانها. لقد أشار سعادة السفير إلى نقطة هي خارج موضوع بحثنا و أعني البعد الإيماني، و لا نقاش في ذلك. لقد اعتقد الكثير بأنّ حرب اليمن لا منتصر فيها. و نظرتنا العامة هي أنّنا منتصرون سواء قتلنا أو قُتلنا. وفق هذا المفهوم الإيماني فإنّه لا مهزوم في جبهة الإسلام. و لكن بحسب اعتقادي أنّ حرب اليمن لن يكون فيها منتصر. 
*الفصلية: عدم تحقيق السعودية لأهدافها فهذا بلا شكّ هزيمة لها و نصر لليمن. فالسعودية كانت تريد أن تنهي موضوع اليمن في أسبوع واحد، لكنّ ثلّة من الحفاة استطاعت أن تهزم أكثر جيوش العالم تجهيزاً و ترفيهاً، ألا يعدّ هذا نصراً؟ 
*حسن عابدین: بعد أن وضعت الحرب العراقية الإيرانية أوزارها سألنا أحد أساتذتنا من المنتصر في هذه الحرب؟ أجاب: هذا يعتمد على أهداف كل طرف، فمثلاً لننظر إلى أهداف صدام من تلك الحرب؟ و إلى أيّ مدى استطاع تحقيقها؟ و ماذا كانت أهدافنا من الحرب؟ و إلى أيّ مدى استطعنا تحقيقها؟ باعتقادي أنّ معظم الدول الغربية و على رأسها الولايات المتحدة تربح من حرب اليمن. لقد طال أمد الحرب، و البترودولارات السعودية تتدفق على الولايات المتحدة و الدول الغربية و بريطانيا، و ماكنة الإيرانوفوبيا تعمل على مدار الساعة. و في المقابل فإنّ قوات أنصارالله تُستنزف و البنى التحتية في اليمن قد دُمّرت بالكامل. لا شكّ في أنّ الحرب كانت لها فوائد بالنسبة لقوى المقاومة. لقد نجحت جماعة أنصارالله في إعادة تنظيم نفسها على الصعيد السياسي. و صارت تستعرض قدراتها العسكرية أمام العالم. أعتقد أنّ توقّف الحرب بأسرع وقت يصب في مصلحة الشعب اليمني. 
*إبراهیم الدیلمي: توقّف الحرب يصبّ في مصلحة اليمنيين و السعودية أيضاً. 
*حسن عابدین: في كل الأحوال، السعودية هي جارة لليمن، و لا نستطيع تغيير هذه الحقيقة، في السابق أيضاً كانت هناك مفاوضات بين اليمنيين و السعوديين. 
*الفصلية: إنّنا لا نناقش ما ينبغي أن يحصل و ما لا ينبغي. بكل تأكيد كلما توقّفت الحرب سريعاً كان ذلك في صالح اليمن، و لكن متى يكون توقّف الحرب في صالح اليمن و في أيّ الظروف؟  
*عبد الرحمن راجح: لقد قالها سعادة السفير: نرغب في توقّف الحرب.  
*الفصلية: و لكن ظروف توقّف الحرب هي المهمة. لذا نريد أن نعرف تصوّراتكم عن مستقبل الحرب؟ هل ستبادر السعودية أولاً لوقف الحرب من أجل حفظ ماء وجهها، أم ثمّة متغيّرات تخفيها سوف تستند إليها لإطالة أمد الحرب؟ 
*حسن عابدین: حسناً، إنّ ابن سلمان بالمواصفات التي ذكرناها عن شخصيته يتوق أن يخرج من الحرب مكلّلاً بالغار و الفخر بأيّ شكل من الأشكال و تحت أيّ توافق. لأنّه إذا لم يحافظ على اعتباره و ماء وجهه فسيواجه مشاكل جمّة داخل الأسرة السعودية المالكة نفسها. فهناك أسئلة كثيرة تنتظره بعد ست سنوات من الحرب. و أوّلها ما هي المنجزات التي خرج بها من الحرب بعد كلّ هذه التكاليف العسكرية و مئات المليارات من الدولارات و الحجم الكبير من الضحايا؟ على أيّ حال، هذه هي الأسئلة التي سوف تثار في أوساط الأسرة الحاكمة و ربما الشعب.
*الفصلية: أيّ اعتبار يريد ابن سلمان أن يحقّقه لنفسه من هذه المفاوضات؟ 
*حسن عابدین: أن لا يعود لحركة أنصارالله، بوصفها أداةً لإيران، أيّ وجود على حدود بلاده. بعيداً عن كون هذا الكلام صحيحاً أم لا؟ فتصوّر ابن سلمان هو و قد قالها صراحةً: لن أسمح بوجود حزب الله آخر على حدود اليمن، على الرغم من اعترافهم بدور أنصارالله في اليمن كقوة يمنية و قد اعترف عادل الجبير بذلك مراراً عندما قال: إنّ هذه القوة منبثقة من الشعب اليمني و لايمكن إلغاؤها. لذلك ليس صحيحاً أنّ السعودية تريد مواصلة الحرب حتى القضاء على حركة أنصارالله. 
*الفصلية: ربما السعودية في عام 2015 م لم تكن تريد ذلك، لكنّ هذا البلد قد تغيّر شيئاً فشيئاً منذ ذلك التاريخ و حتى اليوم. فالمشروعية السياسية لصنعاء و أنصارالله التي كانت موضع تشكيك تلويحاً (وليس بشكل مباشر) في القرار الأممي رقم 2216 ، أصبحت اليوم أمراً واقعاً من خلال بعض البيانات و القرارات الصادرة عن مجلس الأمن. و لكن نريد أن نعلم ما هي المرحلة التي وصلت إليها السعودية؟ لقد ذكر السيد شريعتمدار نقطة مهمة عندما قال ما الذي يريده محمد بن سلمان من خصمه حتى يشعر بالرضا؟
*حسن عابدین: في الحقيقة، إنّ أوضاع اليمن تتعقّد يوماً بعد آخر حتى بالنسبة للسعوديين أنفسهم. ربما كان الأمر أسهل لو أنّ الحلّ لأوضاع اليمن جاء عبر توقّف الحرب في الأيام الأولى من اشتعالها أو عبر المفاوضات. أمّا الآن فكل يوم يمرّ تصبح الأوضاع أكثر تعقيداً بالنسبة للسعوديين و لمحمد بن سلمان بالذات. يخيّل إليّ أنّ السعوديين يتوقّعون من إيران أن تقدّم ضمانات في إطار اتفاق إقليمي. هذا إذا غضضنا الطرف عن حجم الضغط الذي تمارسه الدول الغربية كالولايات المتحدة و بريطانيا (لأنّه كما تعلمون إنّ الملف اليمني بيد بريطانيا في مجلس الأمن) لمواصلة الحرب أو رفع وتيرتها، أو ربما أنّهم ينتظرون حصول اتفاق إقليمي يشمل قضايا سورية و العراق و لبنان و اليمن، ليتسنّى حل موضوع اليمن في هذا الإطار.  
*شریعتمدار: لديّ ملاحظة بهذا الخصوص قد تكون مختلفة عمّا طرحه الأخوة. يعدّ اليمن الحديقة الخلفية للسعودية، فهو بطبيعة الحال يحظى بأهمية كبيرة بالنسبة لها، لذا في أيّ اتفاق إقليمي لا بدّ من حلّ قضية اليمن أولاً، و إلّا فإنّنا بذلك نعود إلى المربع الأول.
*الفصلية: نفس السؤال مطروح على السيد علي بك و على سعادة السفير و على السيد راجح. 
*إبراهیم الدیلمي: ما تطمح إليه السعودية هو كبح معارضة اليمنيين تحت أيّ ظرف، هذه هي أصل المشكلة. 
*الفصلية: هل تعني أنّ السعودية اليوم ما تزال في نفس المربع الذي كانت فيه عام 2015 م؟ 
*إبراهیم الدیلمي: من وجهة نظرها أنّها دخلت الحرب و تحمّلت كل هذه التكاليف الباهضة من أجل الحصول على نتيجة مرضية. 
*الفصلية: بمعنى أنّ السعودية اليوم تتبنّى نفس الموقف الذي تبنّته في عام 2015 م؟ أليس لديها تصوّرات عن تكاليف استمرار الحرب؟ أليس لهذه التكاليف أهمية؟ خصوصاً و أنّها تدخل مرحلة تتّسم بالتحدّي فيما يتعلّق بانتقال السلطة و أنّ صنعاء استطاعت خلال السنوات الخمسة الماضية أن ترفع من القدرة الاستراتيجية لهجماتها فصارت تستهدف إضافة إلى الحدود السعودية العمق السعودي أيضاً. 
*إبراهیم الدیلمي: في بداية شنّ العدوان على اليمن، كانت السعودية تمتلك 90 في المئة من أوراق الحرب و السلام، لكنّها مع مرور الوقت فقدت هذه الأوراق، فلو كان القرار بيد السعودية مئة في المئة، لأقدمت على وقف الحرب منذ فترة، غير أنّ التدخلات الإقليمية و الدولية أدّت إلى سلبها قرارها المستقل في وقف الحرب. لقد استخدم ترامب حقّ النقض (الفيتو) مرتين ضدّ قرار الكونغرس الذي طالب بقطع المساعدات العسكرية عن السعودية. و في هذا إشارة واضحة على أنّ جزءاً مهماً من قرار استمرار الحرب بيد الولايات المتحدة، و لا يمكن للسعودية أن تتجاهل هذه المسألة. في بداية الحرب، كان باستطاعة السعودية وقف الحرب، لابدّ هنا أن أشير إلى نقطة مهمة و هي، أثناء مفاوضات الكويت عام 2016 م أوشكت السعودية على توقيع الاتفاق، لولا أنّ الأمريكان حالوا دون ذلك و ألقوا في روعها أنّ توقيعها على «اتفاق وقف الحرب» يعني تقديم النصر لإيران و محور المقاومة على طبق من فضة. لقد أرادت الولايات المتحدة استمرار الحرب و وعدت بتقديم المزيد من الدعم. المشكلة هي أنّنا أحياناً نشكّ في أنّ السعودية تعرف ماذا تريد، بمعنى أنّها وقعت في ورطة حقيقية. أنّها تعيش وهماً. تصوّر لو أنّ الحرب انتهت على غير ما تشتهي و دون أن تحقّق أهدافها، فماذا سيكون موقعها في المنطقة؟ ماذا لو جُرح كبريائها و اهتزّت صورتها؟ بالتأكيد سوف ينعكس ذلك على بقية مناطق نفوذها، في العراق، و سورية، و لبنان، و البحرين، و قطر، و في جميع المناطق، بل و ستكون للأمر انعكاسات حتى في داخل السعودية نفسها. يراهن السعوديون على عامل الوقت، حيث يعتقدون أنّه على الرغم من هزائمهم و الصعوبات التي تجرّعوها إلّا أنّ القوى الثورية في اليمن و أنصارالله سوف تستسلم و تتفكك في نهاية المطاف. هذه كانت مقاربتهم حتى اليوم. صحيح أنّ السعودية ترتكب خطأ و طريقة تفكيرها تجافي المنطق، إلّا أنّ الولايات المتحدة و الصهاينة هم على رأس الذين ينصحون السعودية بالصبر و الجلد و بمواصلة السير في خيار الحرب و ألّا تقلق، و يؤمّلونها بوقوفهم إلى جانبها، و أنّ هذا المشروع بالنسبة للسعودية أكبر من قضية اليمن. فالقضية مصيرية بالنسبة لهم، غير أنّ المشكلة الكبرى هي أنّنا مهما حاولنا مساعدتهم و قدّمنا المبادرات لإخراجهم من أزمة الحرب فلن يقبلوا عروضنا لأنّها لا تحقّق طموحهم في أن يروننا مهزومين، فمالبثوا يطالبوننا بأن نعلن هزيمتنا حتى لولم‌نُهزم، و أن نقرّ بذلك بشكل مكتوب. و طبعاً من المستحيل أن نقرّ بشيءٍ كهذا في الوقت الذي نحن فيه صامدون، هذا أمر صعب. لهذا السبب أقول أنّ السعوديين في حيرة من أمرهم، و لا يملكون تصوّراً واضحاً عن الأوضاع. إنّهم مصابون بحالة من العماء. هذا الضعف و الوهن نتيجة للدماء التي أراقوها على التراب اليمني و الظلم الذين ارتكبوه. لذلك، لا غرابة في أن نجدهم يسيرون بلا بصيرة أو هدى، و عاجزون عن تشخيص الحلول الصحيحة. أحياناً أقول أنّهم لا يعرفون حتى ما ينفعهم و ما يضرّهم. فمثلاً، ماذا يجنون من عداوتهم لإيران؟ لا شيء. لكنّهم مع ذلك ماضون في هذه العداوة. 
*الفصلية: أيّ مستقبل ترون للتيارات المعادية لأنصارالله و القابعة في الرياض؟ 
*عبد الرحمن راجح: عندما يجتمع اليمنيون حول بعضهم البعض في إطار الأحزاب فلن تكون أيّ مشكلة. 
*إبراهیم الدیلمي: هذا صحيح.
*الفصلية: هل تعني أنّ أنصارالله ليس لديها مشكلة مع حزب الإصلاح؟
*عبد الرحمن راجح: لا ليس لديها مشكلة، و الكل يعلم بأنّ تاريخ انقضاء منصور هادي منتهي. الكل يجب أن‌يشارك في إدارة البلاد، لا توجد مشكلة حقيقية بين الأحزاب، بل المشكلة الحقيقية في التدخلات الخارجية و محاولات السعودية لفرض إرادتها. في الوقت الحاضر دخل لاعبون جدد إلى الساحة، فمثلاً الإمارات تحوّلت إلى لاعب كبير و كذلك قطر، و عمان أيضاً لاعب مهم، و ربما يكون لإيران دور. الأزمة متشابكة و تقف الولايات المتحدة على رأسها. 
*إبراهیم الدیلمي: عندما كنا في فندق موفنبيك جاء إلينا السيد محمد قحطان و قال: لِمَ لا تذهبون إلى السعوديين و تعقدون معهم اتفاقاً و تريحونا؟ هذه مشكلة القوى السياسية اليمنية، نقول لهم تعالوا لنتفق يقولون اذهبوا إلى السعودية و حلّوا المشكلة معها. لقدالتقينا مع هذه الأحزاب السياسية في ألمانيا و إيطاليا و تونس، و كلهم قالوا نفس الكلام. و كذلك عندما جاؤوا إلى إيران قالوا لهم: اذهبوا و تكلموا مع الحوثيين. 
*حسن عابدین: «الحكمة يمانية» و نحن نؤمن بحكمة اليمنيين. إنّنا على يقين بأنّ اليمنيين قادرون على التوصّل إلى حلول لمشاكلهم بعيداً عن أيّ تدخل أجنبي. المشكلة اليوم هي عدم الثقة بين الفئات السياسية اليمنية، و قد حصل ذلك مع مرور الوقت. لن أنسى أنّه في أوّل لقاء بين التيارات السياسية دعت إليه أنصارالله في صنعاء و كان في شهر رمضان، كانت كل التيارات السياسية مدعوة. و كان عبد الله نعمان من الحزب الناصري و هو الآن معارض لأنصارالله حاضراً أيضاً، لقد شاهدت الحوار الوطني اليمني و كان يمثّل رمزاً لوحدة اليمنيين و قد جمع كلّ الأحزاب و الفئات السياسية اليمنية، حتى حزب الرشاد السلفي و كان إمام الجماعة سلفي و صلّى أنصارالله خلفه. 
*عبد الرحمن راجح: مسألة اليمن بالنسبة للسعودية مسألة حياة أو موت. لقد أصبحت السعودية تتبنّى سياسة الإلغاء و الإقصاء. 
*الفصلية: هل نقول بأنّ الحل موجود في اليمن، و لكن ما يصعّبه هو مطالبات الأطراف غير اليمنية، و ما يجعلها تتمسك بتلك المطالبات هو أن تُحلّ قضاياهم في إطار أوسع من اليمن، هل هذا صحيح؟ 
*عبدالرحمن راجح: نعم صحيح 
*الفصلية: السؤال التالي للسيد علي بك؛ الجمهورية الإسلامية و منذ بداية الأزمة و الحرب طرحت مبادرة من أربعة نقاط، و قد تمّ اعتمادها في محافل مختلفة، و الآن، ما هو الأفق الذي تقترحه الجمهورية الإسلامية؟ 
*علی بك: من مجموع الحوارات التي عقدناها مع معظم الدول، لا توجد دولة تؤيّد الحل العسكري. الكل يحثّ على الحل السياسي، لعلّهم في الستّة أشهر أو السنة الأولى من الحرب كانوا يطرحون حلولاً أخرى، لكنّهم الآن يصرّون على الحل السياسي. كلهم مجمعون على الحل السياسي، و لكن ما هو هذا الحل السياسي؟ لقد جرت نقاشات و حوارات عديدة، و قدّمت مشاريع مختلفة و لكن لم يتوصّل الطرفان (اليمني و السعودي) حتى الآن إلى أيّ استنتاج نهائي. النقطة الأخرى هي أنّ على اليمنيين تشكيل دولة ذات تمثيل واسع، نحن نؤمن بهذا و أوردناه في مبادرتنا الرباعية و ذكرته كذلك الدول الأخرى بأنّ السلام السياسي لا يتحقّق إلّا بمشاركة جميع الأطراف. منذ بداية طرح المبادرة المذكورة  قلنا بوجوب وقف الحرب أولاً هذا هو الشرط الأول، و ثانياً رفع الحصار و تسريع وتيرة المساعدات الإنسانية، و ثالثاً إطلاق المحادثات الواسعة اليمنية - اليمنية، و رابعاً تشكيل حكومة يمنية موسعة . هذه هي العناصر الأربعة في المبادرة الإيرانية و عدا بند تشكيل الحكومة، فإنّ كلّ المبادرات تقريباً تشتمل على العناصر الثلاثة الأخرى.
*عبد الرحمن راجح: و في الوقت الحاضر تطرح حركة أنصارالله مسألة حضور السعودية. 
*علي بك: هل يصحّ أن نُدخل السعودية في موضوع اليمن أم لا؟ خصوصاً وأنّ اليمنيين متفقون على ضرورة أن يحلّوا مشاكلهم بأنفسهم دون تدخل من أيّ دولة أجنبية. 
*الفصلية: الحكومة السعودية يجب أن تتدخل في المادة الثانية (رفع الحصار)؟
*علي بك: تستند السعودية إلى القرار الأممي 2216 في رفع الحصار، و هي تعتقد أنّنا نعمل في إطار هذا القرار، و إذا حصل اتفاق بين اليمنيين و اشترطوا أن يتمّ إصداره كوثيقة دولية يذكر فيها هذا الاتفاق، حينئذ سيُلغى موضوع القرار 2216 ، و يُرفع الحصار عملياً و بصورة قانونية. أمّا الآن فالسعودية تتمسّك قانونياً و دولياً بالقرار 2216 ، بغضّ النظر عمّا إذا كان هذا القرار منصفاً أو لا فذاك بحث آخر. و عليه، فنحن نعتقد أنّ حل الأزمة اليمنية يجب أن يكون سياسياً، و قد تحادثنا مع الأطراف الإقليمية و الدولية في هذا الشأن. موقف الجمهورية الإسلامية في إيران من القضية هو أنّه لا يجوز أن نختصر أنفسنا في جماعة أو حزب، إنّنا قبل موجة الربيع العربي كانت لنا علاقات مع حزب الإصلاح و حركة أنصارالله و حزب المؤتمر الشعبي، و كانت لنا لقاءات مع أعضاء في حزب الإصلاح و المؤتمر الشعبي و كذلك مع أحزاب الجنوب، لم تكن هذه الأمور في الخفاء. هم أنفسهم أعلنوا عنها و قد جرت بيننا جولات عديدة من المحادثات. ما نعتقده هو أنّ هذه الخلافات يجب أن تحلّ بين اليمنيين أنفسهم، و بمقدورنا نحن في الجمهورية الإسلامية و في باقي الدول أن نعمل على تسهيل الأمور من أجل حلّ تلك الخلافات، و هو ما حصل حتى الآن، حيث قام كثير من المسؤولين في الدول الأخرى و كذلك المسؤولين الأمميين بزيارة إيران عدّة مرات و طلبوا مساعدتنا فقدّمنا المساعدة. لقد كانت لنا اجتماعات متعددة مع إي‌فورE4، و طلبت منّا الدول الأوروبية أن‌نشارك في مفاوضات اليمن و نساهم في إيجاد  الحلول لأزمات هذا البلد، و بالفعل شاركنا في أربع أو خمس جولات من المحادثات المنتظمة، و عندما حصل الاتفاق في ستوكهولم أعربت الدول الأوروبية عن شكرها و تقديرها لجهود إيران و دورها عدا السويد التي لم تأتي على ذكر اسم إيران علناً في الإعلان الرسمي، لكنّها في الاجتماعات الخاصة فعلت ذلك و قالت لولا جهودكم لماتوصّلنا إلى هذا الاتفاق، لذلك أقول إنّ لدى الجمهورية الإسلامية في إيران القدرة و الإمكانات لتساعد على الصعيد السياسي كما فعلت في سورية و العراق، فهي قادرة على ممارسة نفس الدور بالنسبة للأزمة اليمنية للمساعدة على إيجاد حل سياسي ، و نعتقد أنّ جلوس جميع الأطراف اليمنية حول طاولة المفاوضات سوف يؤدّي بالتأكيد إلى حصول اتفاق.
*الفصلية: لماذا ترفض السعودية أن يتّفق اليمنيون فيما بينهم؟ 
*علي بك: للمشكلة شقّان، شقّ يتعلّق بحكومة عبد ربّه منصور هادي الذي لايؤمن بالحوار السياسي مطلقاً، لماذا؟ لأنّه سيكون أول ضحيّة لهذا الحوار، فتراه يضع العراقيل في طريق الحوار السياسي، و أنصارالله يؤيّدون ذلك، فمنصور هادي ليس له أيّ رغبة في حصول توافق سياسي. 
*الفصلية: هذا صحيح، لكنّكم ألغيتم هذا البلد؟
*علی بك: لا لم نلغه، و لكن من الخطأ أن تتفاوض مع السعوديين، عليك أن‌تتفاوض مع الأطراف اليمنية، و أن‌تكون السعودية جهة ضامنة للاتفاق، كما حصل في المحادثات السورية في آستانه، أي أن نخلق مؤتمر آستانة بنسخة يمنية.
*عبد الرحمن راجح: بالنسبة للموقف الإيراني الداعي إلى إجراء حوار يمني-يمني باعتقادي أنّه كان مناسباً عندما كانت الحرب في أوّلها، أمّا الآن فقد تغيّرت المواقف تماماً، فالمحادثات اليوم لا تهدف إلى تحديد رئيس الجمهورية القادم، أو من ينبغي أن يمتلك السلاح، لم يعد الحديث عن هذا الوزير و تلك الوزارة، الحديث اليوم أصبح عن عدد أفراد الجيش و إلى أين تذهب الصواريخ و الطائرات المسيّرة و عن موقف أنصارالله من الحضور الإيراني، أعني، أنّه تمّ تقريباً تدويل الأزمة اليمنية و لم تعد داخلية بحتة. يعتقد اليمنيون أنّ أزمتهم قد تحوّلت إلى أزمة بين فريق من اليمنيين و بين السعودية، و الاعتقاد السائد هو أنّ منصور هادي و حكومته أصبحوا أداةً لتحقيق مصالح السعودية. 
*علي بك: الإيمان بأنّ حل مشكلة اليمن يأتي عبر اجتراح حل دولي لن يكون في صالح اليمن، فوضع اليمن ليس بأسوأ من الوضع في سورية. 
*الفصلية: إنّه يقول بأنّ جوهر الصراع هنا يختلف. 
*علي بك: لم يختلف جوهر الصراع، فما زال هناك صراع بين أنصارالله و منصور هادي، و السعودية تدعم هادي، و هؤلاء (أنصارالله) يعتقدون أنّنا نحارب السعودية. و بالتالي، إذا أردنا أن نجلس إلى طاولة المفاوضات فلا بدّ أن نعطي حصة للطرف المقابل، فمن هو الطرف المقابل، و على أيّ حال، الطرف الرئيسي هو يمني، و لكن إذا اعتقدنا بوجوب الاتفاق مع السعودية، بعد ذلك كيف نوزّع الحصص؟ هل نعطي حصّة للطرف السعودي؟ 
*إبراهیم الدیلمي: في الحقيقة، نحن نريد من السعودية أن تتركنا و شأننا لكي نجلس نحن اليمنيين حول طاولة واحدة و نتفاوض.
*الفصلية: و متى ستعطي السعودية الضوء الأخضر لكي يجلس اليمنيون مع بعضهم و يتّفقوا؟ 
*علي بك: الحديث عن سياسات السعودية في إدارة الأوضاع و الوصول إلى هذه النقطة لم يعد حديثاً يخصّ اليمن وحده، فالسعوديون أيضاً لهم مشاكلهم الداخلية، و هناك تنافس و صراع داخل الأسرة الحاكمة، لذلك أعتقد أنّه إذا توصّل ابن سلمان إلى قناعة بأنّه سوف يستطيع تثبيت أوضاعه، ستتغيّر أوضاع السعودية بدرجة ما. السعودية اليوم تواجه نوعين من المشاكل، مشاكل داخلية ينبغي حلّها، و مشكلة الانتخابات الأمريكية، فالسعودية قلقة ممّا ستتمخّض عنه هذه الانتخابات، لأنّ ابن سلمان قد راهن على حصان ترامب.
*الفصلية: أعتقد أنّ القول بأنّ الجمهورية الإسلامية في إيران تدعو إلى «مؤتمر آستانه يمني» لحل الأزمة و إنهاء الصراع المسلّح سوف يبعث برسالة إيجابية. 
*علي بك: إنّنا في الجمهورية الإسلامية ليس لدينا مشكلة في هذا المجال، إذا قدّمت الأطراف اليمنية المتخاصمة ضمانات بشأن المفاوضات. في المفاوضات الدولية اقترحنا عدّة حلول كضمانات، أولاً أن يقوم مجلس الأمن بإصدار بيان قوي يضمن أو يدعم فيه المفاوضات التي تُعقد، و من ثمّ إحالة الاتفاق الحاصل على مجلس الأمن ليصدر بشأنه قراراً كما حصل مع موضوع الحديدة، نعم، قد لا يمثّل هذا الإجراء ضمانة تنفيذية مأة في المأة مع إمكان أن تتمخّض عنه مشاكل سياسية، ثانياً أن تأتي الدول لتضمن الأطراف المتصارعة في اليمن، كان هذا اقتراح لمحمد الحوثي، لقد قلنا للجميع بأنّنا سندعم أيّ حلّ سياسي يؤدّي إلى اتفاق يمني – يمني، و أيّ دولة تخطو مثل هذه الخطوة أو تقدّم ضمانات للمفاوضات السياسية سنقبل بذلك، سواء كانت دولة عربية أو غربية، الحل السياسي هو حل يمني بامتياز و يجب أن يتم عبر مفاوضات يمنية–يمنية، و سوف نسهّل تقديم الضمانات لأيّ اتفاق يمني–يمني في مجلس الأمن أو بضمانة الدول المتصارعة أو بأيّ وسيلة يختارونها، سوف نساعد على إطلاق أيّ عملية سياسية و ليس لدينا خطوط حمر في ذلك.
*إبراهیم الدیلمي:  نريد من الجمهورية الإسلامية أن تدعم مشروع الجمهورية اليمنية لحل الصراع و أن تعمل على تجييش التأييد له، يمكن لهذا المشروع أن يشكّل نسخة محدثة للمبادرة الرباعية للجمهورية الإسلامية التي باعتقادنا أنّه لم يعد بمقدورها اليوم و بعد مرور ستّ سنوات على صدورها أن تلبّي متطلبات المرحلة الراهنة. نحن نثمّن تلك المبادرة لكنّها بحاجة إلى تحديث،  فقد صدرت بعد اندلاع الحرب بأسبوع واحد، و اليوم كما هو معلوم قد تغيّر كل شيء. إنّنا نقول لا نريد من السعودية أن تتدخل في المفاوضات بينما هي تعدّ طرفاً رئيسياً في الصراع و تحتلّ جزءاً من التراب اليمني، و في المقابل هناك أراضي سعودية يحتلّها يمنيّون. فعندما نقول أنّ اليمن قدّم مشروعاً و لانقول مبادرة فإنّنا نتمنّى على الآخرين أن يدعموننا، و من الجمهورية الإسلامية أن تهيّئ الظروف المناسبة لكسب موافقة و تأييد الآخرين لهذا المشروع. المسألة الأخرى هي أنّنا لدينا لجنة رباعية مؤلفة من الولايات المتحدة و بريطانيا و الإمارات و السعودية، و هذه اللجنة تبتّ في القضايا السياسية و تدير دفّة الحرب و تدعم العدوان و الحصار و تتحكم في توزيع المساعدات، هذه في حدّ ذاتها مشكلة، لا ينبغي لهذه اللجنة أن تسيطر على كلّ شيء في اليمن، خصوصاً و أنّها تستحوذ على الملف اليمني في أروقة الأمم المتحدة. 
*حسن عابدین: لقد انتهى عمل اللجنة الرباعية منذ عهد أوباما، و عملياً لم‌تعد تضطلع بأيّ مهمة في عهد الرئيس ترامب، ربما تعقد اجتماعاً أو اثنين في السنة. 
*إبراهیم الدیلمي: نتمنى ذلك، نتمنى أن تكون انتهت، لكنّ من يمسك بالملف السياسي و المفاوضات على أرض الواقع هم الإنجليز و الأمريكان بينما يقوم السعوديون بإدارة الملف العسكري، و تقوم الإمارات بعملية تقسيم اليمن، إذن، فاللجنة الرباعية ما تزال حاضرة على أرض الواقع، قد يعمل الأمريكان و الإنجليز دون غطاء من هذه اللجنة، إلّا أنّ ذلك غير قانوني، و هذا ما يحدث عملياً. 
*الفصلية: هناك سؤال ظلّ بدون جواب و هو شكل الاتفاق الذي يُرضي السعودية، ما هو الشيء الذي يُرضي السعودية و الولايات المتحدة في اليمن؟
*إبراهیم الدیلمي: نحن أيضاً لا نعلم ماذا يريد السعوديون؟ الأفضل أن يوجّه السؤال إليهم. في الحقيقة إنّ السعودية تملك وجوداً و نفوذاً في اليمن و إلّا لما استطاعت أن تتدخّل هناك، فمن النواحي القانونية و المنطقية و العقلية و الشرعية لا ينبغي لها أن تتدخل، لكنّها عملياً حاضرة في الساحة. المشكلة الكبرى الآن هي وجود القوات السعودية المحتلة و احتلالها لأجزاء من تراب اليمن و لا بدّ أن ترحل من هناك.
*الفصلية: كانوا يقولون بأنّ أنصارالله ذراع إيران الممدودة و يجب قطعها، أمّا اليوم فقد اختلف الوضع، و تمّ الاعتراف بالجماعة، لكنّ السعودية تريد ألّا يكون لأنصارالله أيّ ذكر في القرارات و البيانات.
*عبد الرحمن راجح: بالنسبة لدور إيران في اليمن، باختصار إنّ السعودية تربط كل ما يحدث في اليمن بإيران، و بدورها تسعى إيران إلى النأي بنفسها عن ملف اليمن و مثال على ذلك قضية ناقلة النفط صافر. تحاول بعض الدول أن تطرح الموضوع في مجلس الأمن من أجل إدانة أنصارالله، و بمقدور إيران في خضم هذا السيل من الاتهامات أن توظّف حضورها الفاعل لمنع استمرار آلة القتل في اليمن.
*علي بك: ما هو حاصل فعلاً هو أنّ الطرف الآخر يقرّ بنفوذنا و لكن لا يعترف بموقعنا رسمياً. 
*عبد الرحمن راجح: ربّما لأنّ إيران لم‌تقدّم رسمياً سوى المبادرة الرباعية. 
*الفصلية: علاقات إيران الاستراتيجية باليمن و أنصارالله متواصلة و لم تنقطع بل تتعزّز يوماً بعد آخر، و أنّ القرار الأممي رقم 2216 الذي أشار إلى أنصارالله ضمنياً يعدّ نصراً كبيراً، و استراتيجية الجمهورية الإسلامية في إيران تتلخّص في دعم المستضعفين، و من الواضح أنّ السعودية تواجه مأزقاً على الصعيدين الداخلي و الخارجي، بينما يترسّخ موقع أنصارالله من خلال التحديات التي تواجهها.
أشكركم جميعاً على حضوركم و مشاركتكم في هذه الندوة.

 


قراءة: 604