فصلنامه مطالعات سیاست خارجی تهران
 

دراسة استراتيجية الكيان الصهيوني في تطبيع العلاقات مع الدول العربية؛ الأهداف و النتائج

الدكتور أحمد زارعان
أستاذ مساعد في كلية و مركز بحوث الدراسات الدولية في جامعة الإمام الحسين (ع)

الخلاصة
يمكن تقسيم العلاقات بين الكيان الصهيوني و الدول العربية في المنطقة خلال العقود السبعة الماضية إلى أربع مراحل مختلفة حكمت هذه العلاقات في هذه الفترة ألا و هي العداء و السعي للسلام و التعاون الأمني و الاستخباراتي السري و الخروج بالعلاقات إلى العلن و توسيعها كمّاً و نوعاً. لقد سعى الكيان الصهيوني في السنوات الأخيرة بجدية إلى تحقيق التطبيع مع الدول العربية في إطار خطط من قبيل معاملة القرن أو الاتفاق الإبراهيمي و ذلك تحت تأثير عدة عوامل و خلفيات، و إن التطبيع و إقامة العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات العربية المتحدة و البحرين وكذلك تهيئة الأجواء لتطبيع علاقات هذا الكيان مع عمان و السودان و المغرب و حتى السعودية تشير إلى تقدم مشروع تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني و الدول العربية. إنه لمن المهم دراسة أهداف الكيان الصهيوني من وراء متابعته الدؤوبة لتطبيع العلاقات مع الدول العربية و اتجاه هذه العلاقات إلى التعاون الاستراتيجي و كذلك النتائج المترتبة على اتباع هذه الاستراتيجية لأن ذلك يمكن أن يؤثر على تركيبة و موازين القوى في المنطقة و يخلق تهديدات للجمهورية الإسلامية في إيران و محور المقاومة. يسعى هذا المقال من خلال استخدام أسلوب المكتبة في جمع المعلومات و تحليل ما يتم إيجاده منها باستخدام الأسلوب الوصفي التحليلي إلى الإجابة عن السؤال التالي ألا و هو ماهي أهداف و نتائج مشروع تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني و الدول العربية في المنطقة؟ يتوصل المقال إلى أن الإدراك المشترك للتهديد المتمثل في إيران و مواجهة هذا التهديد و أيضاً مواجهة النظام الجيوبوليتيكي الجديد الذي بدأ يتشكل لمصلحة محور المقاومة هي من أهداف الكيان الصهيوني في تطبيع العلاقات مع الدول العربية. إن تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني و الدول العربية سيزيد من حضور و نفوذ و نشاط هذا الكيان في المحيط الأمني للجمهورية الإسلامية و سيرفع كذلك من درجة التهديد ضد الجمهورية الإسلامية في إيران. أما نتائج تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني و الدول العربية فمنها رفع درجة النجاح في تحويل الملفات المتعلقة بإيران إلى موضوعات أمنية وزيادة الحافز و الثقة بالنفس لدى الكيان الصهيوني و الدول العربية في مواجهة الجمهورية الإسلامية في إيران و ما يترتب على ذلك من تصاعد المواجهة معها مما يؤدي إلى تزايد مشروعية الكيان الصهيوني في المنطقة.

الكلمات الأساسية: الكيان الصهيوني، الدول العربية، تطبيع العلاقات، توازن القوى، توازن التهديد

 

 

المقدمة
لقد مر سبعون عاماً على بداية الاحتلال الصهيوني، و قد واجه الكيان الصهيوني بوصفه كياناً غاصباً و غير شرعي قضايا أمنية مختلفة خلال العقود السبعة الماضية. إن افتقاد هذا الكيان للمشروعية الذاتية و عدم امتلاكه للعناصر الأساسية لتشكيل دولة من قبيل سكان أصليين و محليين (الشعب) و أرض تاريخية (الدولة) قد أدخل الصهاينة في مشاكل عدة. الأغلبية الساحقة من الدول العربية و الإسلامية لم تعترف بهذا الكيان غير المشروع عند تأسيسه و سعت في مجالات مختلفة لإعادة الحقوق  إلى الفلسطينيين. إن عدم وجود أي علاقات سياسية أو اقتصادية أو ثقافية أو عسكرية أو أمنية بين الدول العربية و الإسلامية و الكيان الصهيوني كان أحد المشكلات الأساسية لهذا النظام في مجال إيجاد المشروعية  في الإقليم و على المستوى الدولي و عرضه لتهديدات متعددة و متنوعة. من هذا المنطلق فقد سعى قادة الكيان الصهيوني دائماً إلى تبديل علاقاتهم مع الدول العربية و الإسلامية من حالة العداء و المواجهة إلى التعاون أو التحالف أو الاتحاد مع حفظ مبادئهم و إطار مصالحهم.
في السنوات الأخيرة ظهرت علامات واضحة على نجاح الصهاينة في استراتيجية تطبيع العلاقات مع الدول العربية، في حين أن وجود علاقات مع الكيان الصهيوني أو الاعتراف بسلطته على الأراضي المحتلة كان يعتبر من المحرمات و كانت السياسة المعلنة من قبل القادة السياسيين في العالم العربي تقع في إطار نفي مشروعية الكيان الصهيوني و رفض سيطرته على الأراضي المحتلة، إلاّ إن بعضاً من المسؤولين العرب رفيعي المستوى يعترفون الآن علناً بسلطة الصهاينة على الأراضي المحتلة. على سبيل المثال اعترف محمد بن سلمان بشكل تلويحي بسلطة الكيان الصهيون على الأراضي المحتلة في مقابلة مع مجلة آتلانتيك الأمريكية قائلاً: "برأيي إن جميع الناس أينما كانوا يحق لهم العيش في أوطانهم بسلام، و أرى بأنه يحق لكل من الفلسطينيين و الإسرائيليين  أن تكون لهم دولتهم الخاصة"  (بي بي سي الفارسية (ألف)، 1397).
كان سفر أنور عشقي جنرال الاستخبارات السعودية المتقاعد إلى تل أبيب و لقاؤه مع بعض المسؤولين الدبلوماسيين وأعضاء الكنيست في صيف عام 2016 هو أول سفر لمسؤول سعودي رفيع إلى الأراضي المحتلة، و يعرف أنور عشقي بأنه المسؤول عن ملف تطبيع العلاقات بين السعودية و الكيان الصهيوني. بعد هذا اللقاء التقى تركي الفيصل الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات السعودية كذلك مع مسؤولين إسرائيليين، و في عام 2017 تحدث موقع إسرائيلي عن زيارة سرية لمحمد بن سلمان إلى فلسطين المحتلة (إيسنا، 1396). أيضاً هناك تقارير تشير إلى أن محمد بن سلمان قد التقى بعدد من المسؤولين الصهاينة بشكل سري خلال زيارة إلى مصر. إن فتح الأجواء السعودية أمام الرحلات الجوية المتوجهة إلى فلسطين المحتلة هو إقدام آخر من طرف السعودية لبناء الثقة بهدف تحسين العلاقات مع الكيان الصهيوني، و قد قال انور عشقي في رده على الانتقادات لهذا العمل من قبل السعودية "لقد انتقلنا من أسلوب المقاطعة الغبية إلى المقاطعة الذكية" (إيرنا، 1396).
إن تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني و الدول العربية في المنطقة هو من التحولات التي يمكن أن تؤثر على علاقات وبنية القوى في المنطقة، فالتطبيع وتعزيز العلاقات بين الطرفين و اتجاههما للتعاون الاستراتيجي سيوجد تهديدات للجمهورية الإسلامية في إيران ومحور المقاومة في وجه الاستكبار و الاستبداد و الصهيونية. من هذا المنطلق فإنه من الأهمية بمكان دراسة أهداف الكيان الصهيوني من وراء المتابعة الدؤوبة لاستراتيجية تطبيع العلاقات مع الدول العربية و النتائج المترتبة على اتباع هذه الاستراتيجة. يسعى هذا المقال من خلال اتباع أسلوب المكتبة في جمع المعلومات و البيانات و استخدام الأسلوب الوصفي التحليلي في تحليلها إلى الإجابة على السؤال التالي و هو "ما هي أهداف و نتائج تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني و الدول العربية في المنطقة؟".
الأصول النظرية
نظرية الاتحاد هي إحدى النظريات في مجال العلاقات الدولية و تُعنى بالعلاقات بين الدول، و قد نجحت أكثر من غيرها من النظريات في تحليل مسائل القرنين العشرين و الواحد و العشرين و لا تزال تحتفظ بنجاعتها لأنه في عالم اليوم حتى القوى الدولية الكبرى مثل الولايات المتحدة لا تستطيع تنفيذ سياساتها من دون الاتحاد مع اللاعبين الآخرين. إن لكل من نهجي المثالية و الواقعية رأيا في موضوع الاتحاد، فقد درس النهج المثالي و الليبرالي الأمر من ناحية المشتركات الثقافية للحكومات و من ناحية المسائل الآيدولوجية و الاقتصادية و أبرز البعد الآيديولوجي في تحقق الاتحاد، أما النهج الواقعي فقد ركز على قوة الدول و التهديدات الخارجية (قوام و إيماني، 37 – 38: 1390).
عرّف الاتحاد بشكل عام على أنه "نوع من العلاقة الخاصة بين الحكومات من أجل تحقيق أهداف معينة"، أما في التعاريف الدقيقة فهناك اختلاف في وجهات النظر حول طبيعة و محتوى و أهداف و أسباب تشكل الاتحاد و أيضاً حول نوع و مستوى العلاقة بين الاعبين المختلفين في الاتحاد (نفس المصدر السابق). عرّف جورج ليسكا الاتحاد بأنه "تعاون رسمي بين دولتين أو عدد من الدول موجه ضد دولة أخرى تعتبر تهديداً لهم" (Liska, 3:1986)، من ناحية أخرى عرف كل من هولستي و هوبمن و ساليوان الاتحاد بأنه "معاهدة رسمية علنية أو سرية بين حكومتين أو أكثر في المجال المتعلق بشؤون الأمن الوطني لها" (Holsti, 4:1973)، أما استيفان وولت فيقول بأنه ليس من الضرورة أن يكون الاتحاد رسمياً و قد يشمل التعهدات غير الرسمية أيضاً علاوة على الرسمية منها و بناء على ذلك عرف الاتحاد بانه "ترتيبات رسمية أو غير رسمية للتعاون الأمني بين حكومتين أو أكثر" (Walt, 12:1987).
لا يوجد تعريف جامع و شامل للاتحاد، و الاختلافات الموجودة بين هذه التعاريف تأتي بالأساس من الاختلاف حول ثلاث خصائص للاتحاد هي الالتزام و الهدف و طبيعة الاتحاد. مستوى التزام اللاعبين المشاركين في الاتحاد، و الأهداف التي يسعى هؤلاء اللاعبون لتحقيقها من وراء مشاركتهم في الاتحاد، و الطبيعة العسكرية و الأمنية و الاقتصادية أو المركبة من عوامل مختلفة لهذا الاتحاد، كل هذا يؤدي إلى تشكل طيف واسع من الاتحادات تمتد من الاتحادات المحدودة إلى اتحادات واسعة و شاملة لجميع المجالات.
هناك سؤالان يُطرحان دائما حول الاتحادات و هما: ما هي العوامل التي تؤدي إلى تشكل الاتحادات؟ و كيف يتم الحفاظ على الاتحادات بعد تشكيلها؟ (Holsti, 88:1973). إن الأساس في تشكل أي اتحاد هو المصالح المشتركة، و بقاء الاتحاد يعتمد على استمرار وجود تلك المصالح المشتركة، هذه المصالح المشتركة يمكن أن تكون سياسية أو اقتصادية أو عسكرية أو أمنية. لقد حدد منظروا الاتحاد العاملين الداخلي و الخارجي بصفتهما الدافع و السبب وراء اتحاد حكومة ما مع حكومات أخرى. في البعد الداخلي فإن كثيراً من الاتحادات و خصوصاً في العالم الثالث تكون بهدف المحافظة على النظام السياسي الحاكم و حمايته من المعارضين الداخليين، فالحرب الأهلية و الانقلابات العسكرية و الحركات الانفصالية و غيرها هي عوامل تؤدي بحكومة ما إلى أن تتحد مع حكومات أخرى من أجل الحفاظ على بقاءها (قوام و إيماني، 54:1390). أما في ما يتعلق بالدوافع و الأهداف الخارجية للاتحاد فإن النظريات تتمحور غالباً حول مفهومي "توازن القوى"1 و "توازن التهديد".2 تستدل الواقعية التقليدية و الواقعية الجديدة الهيكلية بأن الحكومات تسعى دائماً لإيجاد توازن مع القوى الأخرى، فالحكومات تتجه إلى الاتحاد مع بعضها لإيجاد توازن في مقابل التهديدات المحتملة من قبل حكومة أخرى قويّة. كذلك فإن التغيير في ميزان القوى أو مستوى التهديد لحكومة ما يؤدي إلى اتحاد بقية الحكومات (Mcclla, 450:1996).
أ‌-توازن القوى: إن أي محاولة من طرف حكومة ما لتغيير ميزان القوى يؤدي إلى قيام اتحاد في مقابلها، فالحكومات التي تؤيد الوضع الراهن تتحد مع بعضها في مقابل الحكومات التي تسعى لتغيير موازين القوى لصالحها و ذلك من أجل الحفاظ على النظام الموجود.
ب‌-توازن التهديد: يعتقد استيفن وولت بأن التهديدات الخارجية تؤدي إلى قيام الاتحادات بين الدول، من وجهة نظره فإن الاتحادات على المستويين الإقليمي و الدولي إنما تقوم بهدف إحداث توازن التهديد لا توازن القوى، و أن الحكومات تتحد مع بعضها في مواجهة حكومة أخري قوية عندما تشكل تلك الحكومة القوية تهديداً جدياً لها، و يقول في هذا الصدد: "بخلاف ما يعتقده منظروا نظرية توازن القوى فإنني أعتقد بأن الحكومات تقدم على الاتحاد من أجل إيجاد توازن في مقابل التهديد لا من أجل القوة، و بناء على ذلك فإنني أرى بأن نظرية توازن التهديد هي بديل أفضل لنظرية توازن القوى. على الرغم من أن القوة هي عنصر مهم إلا أنها ليست كل شئ، بشكل أدق يمكن القول بأن الحكومات تتحد ضد الحكومة التي تشكل التهديد الأكبر عليها" (Walt, 21:1987).
يرى وولت بأن التهديد الخارجي يرتبط بأربعة متغيرات هي: القرب الجغرافي، مستوى القوة و الإمكانيات، القدرة الهجومية، و إدراك نية المهاجم (Walt, 9:1985).  من وجهة نظره فإنه عند تساوي بقية العوامل تكون الدول المجاورة أكثر خطراً من الدول البعيدة، و كذلك فإن الدول ذات القدرات العسكرية الأكبر تكون أخطر من الدول ذات القدرات العسكرية المحدودة في إطار الدفاع عن أرضهم، و في النهاية فإن الدول التي لديها نوايا عدوانية واضحة هي أشد خطراً من تلك التي تسعى فقط للحفاظ على الوضع الراهن (Walt, 11:2010). يعتبر سنايدر بأن العوامل الثلاثة التالية تؤثر على مستوى و شدة التهديد و هي: درجة تضارب المصالح مع العدو، احتمال اتجاه العدو لحل النزاع عن طريق القوة، و القدرات العسكرية النسبية للدولة و أعداءها (Snyder, 1997: 35).
يعرّف التهديد على أنه غياب الأمن، و تكون بعض التهديدات أعمق من غيرها لكونها تعرض مصالح مهمة للخطر. على هذا الأساس يمكن تصنيف التهديدات على أساس عمقها أو درجة أهمية المصلحة التي تعرضها للخطر بالنسبة للاعب ما إلى تهديدات وجودية و تهديدات حياتية و تهديدات مهمة و تهديدات جانبية. من جهة أخرى يمكن كذلك تقسيم التهديدات إلى سياسية و اقتصادية و اجتماعية و عسكرية و أمنية، و من حيث ماهيتها إلى ثلاثة أنواع هي: القاسية (العسكرية)، و شبه القاسية (الأمنية و الاقتصادية)، و الناعمة (الثقافية و المتعلقة بالهوية).
تأتي التهديدات  في أبعاد جيوبوليتيكية أو آيديولوجية أو مزيج من الإثنين، و في حين أن التهديدات الجيوبوليتيكية تهدد بقاء كيان سياسي ما، فإن التهديدات الآيديولوجية تهدد القيم التي تعتبر مصدر قوة و مشروعية ذلك الكيان السياسي. من حيث أن خطر التهديدات المركبة من كلا العاملين أكبر بكثير من التهديدات الأخرى فإن الكيانات السياسية تميل كثيراً إلى إحداث توازن في مواجهتها من خلال الاتحاد و الإئتلاف فيما بينها.
أحد المفاهيم الأساسية الأخرى التي توضح سلوك اللاعبين الدوليين هو "تصور التهديد"،3 فلكل تهديد بعدان ذهني و عيني، و يمكن أن يكون التصور الذهني حول تهديد ما غير منطبق مع واقعيته بحيث يكون فهم و إدراك أحد اللاعبين للتهديد مختلفاً عن الدوافع و الأهداف الحقيقية له عند مصدر التهديد (افتخاري، 231: 1385). يتخذ غالبية القادة قرارات و يتبعون استراتيجيات لمواجهة التهديد على أساس فهمهم الخاص له، و كلما كان الفارق بين ماهية التهديد الحقيقية و فهمه من قبل الطرف المقابل أكبر كلما ازدادت تكلفته لأحد اللاعبين. 
دراسة تاريخ العلاقات بين الكيان الصهيوني و الدول العربية
يمكن تقسيم العلاقة بين الكيان الصهيوني و الدول العربية منذ تأسيس هذا الكيان في العام 1948م و حتى اليوم إلى أربع مراحل مختلفة، تحكم العلاقات بين الطرفين في كل مرحلة منها مقاربة و نموذج خاص هي: العداء و السعي للسلام و التعاون الأمني و الاستخباراتي السري و الخروج بالعلاقات إلى العلن و توسيعها كمّاً و نوعاً (رضوي، 1399). أما في ما يخص العلاقات مع الدول الإسلامية غير العربية فقد كانت استراتيجية الكيان الصهيوني مختلفة و قد كانت إحدى الاستراتيجيات الرئيسية التي اتبعها في مجال السياسة الخارجية هي الاتحاد مع الجوار. على أساس هذه الاستراتيجية التي وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بن غوريون سعى الكيان الصهيوني في بداية تأسيسه إلى توسيع علاقاته الاستراتيجية مع الدول الإسلامية غير العربية في الشرق الأوسط و اتُّبعت هذه الاستراتيجية في مجال تطوير العلاقات مع تركيا و إيران (قبل الثورة الإسلامية)، ففي عقد الخمسينات من القرن العشرين كانت إيران و تركيا أول الدول الإسلامية التي تقيم علاقات مع الكيان الصهيوني (teller, 2014: 100) و قد أدت هذه الاستراتيجية إلى إخراج هذا الكيان من حالة الانزواء إلى حد ما من خلال إيجاد شرخ في العالم الإسلامي.
كانت الحالة الغالبة في المرحلة الأولى من العلاقات بين الكيان الصهيوني و الدول العربية هي حالة العداء و المواجهة العسكرية، فقد وضعت الحروب المتعددة بينهما مثل حروب 1948 و 1956 و 1967 و 1973 الطرفين في حالة المواجهة العدائية، هذه الوضعية رفعت كثيراً من التكلفة الأمنية للكيان الصهيوني. يجب اعتبار اتفاقية كامب ديفيد الموقعة في 17 من سبتمبر عام 1978 من قبل الرئيس المصري حينها أنور السادات و رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت مناحيم بيقن بعد اثني عشر يوماً من المفاوضات السرية نقطة البداية للمرحلة الثانية من العلاقات بين الكيان الصهيوني و الدول العربية (Quandt , 1988: 94)، كذلك فإن ياسر عرفات قد اعترف بما يسمى بدولة إسرائيل رسمياً على أساس معاهدة أوسلو في عام 1993، و بعد ذلك وقع الملك حسين ملك الأردن حينها اتفاقية سلام مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت إسحاق رابين في 26 من أكتوبر لعام 1994 و قد شمل الاتفاق المسمى بوادي عربة نسبة لمكان انعقاده مواضيع المياه و الأرض و السياحة و التجارة و تعهد الطرفان فيه بمنع أي تهديد من أراضيهما يكون موجها للطرف الآخر (Haberman, 1994). في هذه المرحلة سعى الصهاينة من خلال إدراكهم للتهديدات الناتجة عن نهج العداء الذي تتبعه الدول العربية و ما يترتب عليه من تكاليف أمنية إلى إقامة علاقات سلمية مع هذه الدول و خصوصاً المجاورة لهم منها و التي تحدد شكل المحيط الأمني الخارجي القريب للكيان الصهيوني.
لم يتمكن الكيان الصهيوني من عقد اتفاقات شبيهة باتفاقي كامب ديفيد و وادي عربة مع بقية الدول العربية بسبب الحساسيات و ردود الأفعال الشديدة ضد اتفاق كامب ديفيد4 و اتجه من أواسط التسعينيات إلى إقامة علاقات سرية و غير علنية مع الدول العربية. في المرحلة الثالثة بدأ الكيان الصهيوني إقامة تعاون استخباراتي و أمني مع بعض الدول العربية و خصوصاً دول الخليج بهدف الحد من التهديدات الأمنية و كان يميل إلى الإعلان عن هذه العلاقات لأنها تؤدي إلى إعطاءه مشروعية أكبر على المستويين الإقليمي و الدولي إلا أنه امتنع عن ذلك بسبب اعتبارات و حساسيات الطرف المقابل. على سبيل المثال، تحدث يووال اشتناينيتز وزير الطاقة الإسرائيلي السابق في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي عن وجود علاقات سرية بين السعودية و الكيان الصهيوني قائلاً: "لدينا علاقات مع الكثير من الدول العربية و الإسلامية و هي في الواقع سرية إلى حد ما، و غالباً لا نكون نحن من يخجل من هذه العلاقات و إنما الطرف المقابل هو من يريد إبقاءها في الظلام، فنحن ليست لدينا مشكلة في ذلك عادة و لكننا نحترم رغبة الطرف المقابل سواء كان السعودية أو دولة عربية أو إسلامية أخرى، و هناك المزيد من العلاقات إلا أننا نحتفظ بسريتها" (فرارو، 1396).
المرحلة الرابعة و التي بدأت منذ عدة سنوات تتميز بإخراج العلاقات السرية بين الكيان الصهيوني و الدول العربية إلى العلن. إن التطورات في منطقة غرب آسيا و متطلباتها و المعضلات الجيوبوليتيكية التي برزت لبعض اللاعبين في المنطقة، و كذلك وصول بن‌سلمان في السعودية و ترامب في أمريكا إلى السلطة يمكن اعتبارها من محركات الإعلان عن علاقات الدول العربية مع الكيان الصهيوني. في الظروف الحالية و لأسباب مختلفة فإن قبح و تكلفة إقامة علاقات علنية مع الكيان الصهيوني قد زالتا إلى حد ما في الوسط الرسمي و الشعبي العربي.
في عام 2018 أرسل رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها وفداً إلى عمان للقاء السلطان قابوس و مسؤولين عمانيين آخرين رفيعي المستوى  (The Jerusalem Post, 2018)، و في فبراير من عام 2020 التقى نتنياهو و عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة في السودان في أوغندا و اتفقا على تطبيع العلاقات بين البلدين (Landau, 2020)، و في أواخر نفس الشهر تم السماح لطائرات الكيان الصهيوني بالتحليق في الأجواء السودانية (Williams, 2020)، بعد ذلك و في 13 من أغسطس 2020 تم التوقيع على اتفاق السلام الإبراهيمي بين الكيان الصهيوني و دولة الإمارات العربية المتحدة و الذي تم بناء عليه تطبيع العلاقات بين الطرفين (Holland, 2020)، بالتزامن مع ذلك أعلن الكيان الصهيوني أنه سيعلق مشروع ضم غور الأردن (The Financial Times, 2020).
وقع وزيرا خارجية البحرين و الإمارات على الاتفاقية الرسمية لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني في البيت الأبيض في 15 من سبتمبر عام 2020 بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، و منذ ذلك الوقت و حتى اليوم تواصلت العلاقات الدبلوماسية بين هذه الأنظمة، ففي 29 من يونيو 2021 افتُتحت السفارة الصهيونية في أبوظبي بحضور وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، و افتُتحت سفارة دولة الإمارات في تل أبيب في 14 من يوليو 2021 (Scheer, 2021). اتفقت البحرين و الكيان الصهيوني على افتتاح سفارات لهما كل لدى البلد الآخر، و في شهر يناير من العام التالي عين الكيان الصهيوني اثنين من دبلوماسييه كقائمي بالأعمال لدى البحرين والإمارات، و في نفس الشهر أعلنت دولة الإمارات عن قرارها بافتتاح سفارة لها في تل أبيب و في أواسط شهر فبراير قامت بتعيين محمد محمود الخواجة كأول سفير لها لدى الكيان الصهيوني. بعد مضي 6 أشهر على الاتفاق الإبراهيمي لتطبيع العلاقات بين كل من البحرين و الإمارت و الكيان الصهيوني قام ملك البحرين في مارس 2021 بتعيين أول سفير له لدى الكيان الصهيوني. حينها خاطب وزير الخارجية الإسرائيلي في ذلك الوقت غابي أشكنازي نظيره البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني في تويتر قائلاً "إن افتتاح سفارة لكم و تعيين أول سفير بحريني في إسرائيل أثبت بأنه قد تم إقامة ارتباط قوي بين بلدينا"   (Dudley , 2021).
من الدول العربية الأخرى التي يتم الحديث عن تطبيع العلاقات بينها و بين الكيان الصهيوني السودان و عمان و المغرب، و مع الطريقة التي تسير فيها الأمور حاليا لايُستبعد أن تنضم دول عربية أخرى في المستقبل القريب لمسار تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، و هو المسار الذي يحظى بدعم الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد الأوروبي و المؤسسات و المنظمات الدولية.
الأهداف من وراء تطبيهع علاقات الكيان الصهيوني مع الدول العربية
أ‌- الإدراك المشترك للتهديد و مواجهة ذلك التهديد
في الوقت الحاضر يعتبر كل من الكيان الصهيوني و غالبية الدول العربية الرجعية الجمهورية الإسلامية في إيران العدو الأكبر و التهديد الأكثر جدية لهم، و هذا الالتقاء بين الطرفين ضد إيران تجلّى في نوفمبر من عام 2017 مع حلول الدفئ في العلاقات بين الكيان الصهيوني و دول الخليج العربية. حظيت هذه العلاقات باهتمام إعلامي واسع خلال مؤتمر وارسو الذي أقيم في 13 و 14 من فبراير عام 2014، و قد قال وزير الخارجية الأمريكي حينها أن الهدف من هذا المؤتمر هو السلام و الاستقرار و الحرية و الأمن في الشرق الأوسط و اعتبر أن حضور مسؤولين من مختلف دول العالم و من الشرق الأوسط فيه يقع في إطار التعاون المشترك و التلاقي ضمن سياسة الضغط الأقصى على إيران (Reuters, 2019). في الوقت الحاضر فإن هذا التلاقي يتم بقيادة السعودية في ظل المصالح الأمنية الإقليمية المشتركة بين الكيان الصهيوني و الدول العربية في المنطقة.
في مقابلة مع هآرتس في أواخر شهر آبان لعام 1394 عرّف الأمير السعودي و الرئيس السابق لجهاز الاستخبارت السعودي تركي الفيصل إيران على أنها عدو مشترك بين السعودية و الكيان الصهيوني (هجبري، 1396)، و في مقابلة مع موقع إيلاف الإخباري السعودي في 16 من نوفمبر عام 2017 قال رئيس أركان الجيش الصهيوني غادي آيزنكات: "إن للسعودية و إسرائيل مصالح مشتركة في مواجهة إيران و هناك توافق كامل بيننا و بين السعودية و لم يكن هناك أبدا عداء بيننا حتى ليوم واحد و لا هم حاربونا قبلاً و لا نحن حاربناهم"   (العالم، 1396). علاوة على ذلك أكد محمد بن سلمان في مقابلة مع مجلة تايم الأمريكية الأسبوعية على أن وجود عدو مشترك باسم إيران قد أدى إلى التقارب بين البلدين، و أضاف بأنه علاوة على ذلك فإن هناك الكثير من مجالات التعاون الاقتصادي المحتملة بين السعودية  و إسرائيل  (بي‌بي‌سي الفارسية (ب)، 1397).
مواجهة القوة و النفوذ المتزايدين لإيران في المنطقة قارب بين مواقف و قلق الكيان الصهيوني و الدول العربية في المنطقة أكثر من السابق، فوجود المقاومة الإسلامية في لبنان و فلسطين و تزايد النفوذ الإيراني في سوريا أثناء الأزمة الأمنية في هذا البلد أضافت تهديدات جيوبوليتيكية على التهديدات الآيديولوجية من قبل إيران للكيان الصهيوني. كذلك فإن مساندة إيران للثورات العربية بالإضافة إلى ازدياد قوة و نفوذ إيران في بعض الدول العربية مثل اليمن قد عرض السعودية كذلك للتهديد المزدوج من إيران (آيديولوجي و جيوبوليتيكي)، أيضاً فإن قمع الثورة البحرينية من قبل النظام البحريني الذي يمثل الأقلية هناك و دعم الجمهورية الإسلامية في إيران للمطالب المشروعة لشعب البحرين قد حول إيران إلى خطر يهدد وجود نظام آل‌خليفة.
في السنوات الأخيرة اعتبرت الدول العربية في المنطقة و الكيان الصهيوني تزايد قوة إيران تضعيفاً لأمنهم و تشديدا لعدم الأمن و خطراً لبقاءهم. إن تحول إيران لقوة نووية و تزايد قدراتها الصاروخية و تثبيت النظام السوري و ما يترتب على ذلك من تعزيز قوة إيران في المنطقة و تصاعد نفوذها في هذا البلد يعني تعزيز قوة إيران الإقليمية و تزايد التهديد بالنسبة للاعبين مثل السعودية والكيان الصهيوني (هژبري، 1396).
من ناحية أخرى فإن الانتفاضات الشعبية التي قامت في الدول العربية قد غيرت من طبيعة التهديدات في الشرق الأوسط بحيث صارت تهدد مشروعية و ثبات الأنظمة السياسية المرتجعة في المنطقة أكثر من أي وقت مضى، و لذلك سعى السعوديون و حكام المنطقة المرتجعين إلى التركيز بشكل أكبر على استراتيجية إيجاد توازن مع مصدر التهديد و التي اتبعوها في العقود الماضية و جلب مساعدة جديدة على مستوى المنطقة لهذا الغرض  (همياني، 1394: 53). في إطار تحقيق أهدافها تسعى الرجعية العربية في المنطقة للاستفادة من الحوافز و الميول الصهيونية ضد إيران، و لذلك يمكن القول بأنه بعد الانتفاضات الشعبية في العالم العربية وضعت الدول العربية مقاربتها المتحفظة في مقابل الكيان الصهيوني جانباً و سرّعت من عملية التطبيع معه من خلال اتخاذ مقاربة أكثر عملية و أكثر هجومية. كذلك فإنه من خلال إدراكهم لقلق الدول العربية الشديد من قوة الجمهورية الإسلامية في إيران يسعى الصهاينة للاستفادة من هذ القلق لمصلحتهم و تبديله لفرصة لممارسة المزيد من الضغط  على إيران.
من هذا المنطلق فإن الأنظمة العربية الرجعية و الكيان الصهيوني الذين يمرون بأزمة مشروعية من جهة و يرون بأنهم معرضون لتهديد مزدوج من قبل إيران من جهة أخرى و لديهم إدراك مشترك لهذا التهديد يسعون لبناء علاقاتهم في إطار المصالح المشتركة و مواجهة ذلك التهديد المشترك.
ب-مواجهة النظام الجيوبوليتيكي الجديد
غيّر سقوط صدام في عام 2003 من موازين القوى في المنطقة لصالح الجمهورية الإسلامية في إيران حيث أزال أكبر تهديد أمني لها في المنطقة، و شكل استقرار الحكومة الجديدة في العراق و التي تغلب فيها الأحزاب و التيارات العراقية المنسجمة مع إيران فرصة ذهبية لها لزيادة عمقها الاستراتيجي (منوري و رستمي، 189:1396). الشيوخ العرب في المنطقة خاطبوا الأمريكيين في تهكم قائلين لهم "خلال احتلال العراق قامت أمريكا بتقديم العراق إلى إيران في طبق من ذهب"، كما اعترف الأمريكيون فيما بعد به أنهم أخطأوا في حساباتهم.
بعد تشكيل الحكومة العراقية في عام 2005 بقيادة الشيعة القريبين من إيران أبدى ملك الأردن عبدالله الثاني قلقه من تزايد قوة إيران في المنطقة من خلال ادعاء تشكل هلال شيعي في المنطقة بقيادة إيران. رواج استخدام مصطلح الهلال الشيعي في الأدبيات السياسية خلال السنوات الماضية يشير إلى القلق العميق لحكام المنطقة و القوى الغربية من تغير موازين القوى لصالح إيران إلى درجة أن هنري كيسينجر قال في سبتمر عام 2014 "لقد تشكل حزام شيعي يمتد من طهران إلى بغداد و من بغداد إلى بيروت، هذا يعطي لإيران الفرصة لإعادة بناء و إحياء إمبراطوريتها السابقة في الشرق الأوسط الذي هو في طور التشكل حالياً تحت عنوان التشيع" (Kissinger, huffingtonpost, 2014). انتصار الثورة الإسلامية في إيران و سقوط صدام و وصول الشيعة إلى السلطة في العراق و كذلك نمو و تزايد قوة حزب الله في لبنان و انتصاره في حرب الـ33 يوماً و أيضاً قوة أنصار الله في اليمن بالإضافة إلى تطورات أخرى؛ كل ذلك أدى بزعم بعض الباحثين إلى قلق أهل السنة الشديد من التزايد المضطرد لقوة الشيعة في مناطق لطالما كانت تاريخياً خاضعة لنفوذ السنة (Luomi, 2008: 13).
إن التفسيرات التي يقدمها الكتاب و الباحثون العرب و الغربيون لأحداث المنطقة مبنية على نظرتهم الطائفية، في حين أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار بأن الفكر الطائفي و خلق صراعات طائفية في المنطقة كما يحدث في العراق و سوريا و لبنان و أفغانستان و بقية الدول إنما هو نتيجة تخطيط نظام الهيمنة لأجل هزيمة و إيقاف تقدم حركة المقاومة ضد الاستكبار و الصهيونية و الاستبداد في المنطقة.5
تعيش منطقة غرب آسيا في الوقت الحاضر في برزخ جيوبوليتيكي، و في هذا الظرف فإن دعائم النظام الجيوبوليتيكي السابق و القائم على أساس مصالح نظام الهيمنة قد ضعفت و يتشكل الآن نظام جديد يقوم على أساس رغبة و إرادة شعوب المنطقة. في هذه المرحلة الانتقالية الجيوبوليتيكية لا تزال هناك آثار للنظام السابق من جهة، و من جهة أخرى فإن النظام الجديد لم يتمكن من الاستقرار بعد، و قد أدرك لاعبون مثل الكيان الصهيوني و الدول الرجعية في المنطقة بأنهم إذا لم يحولوا في المدى المتوسط دون عملية التحول التي تسير لصالح محور المقاومة فإن وجودهم سيكون مهدداً على المدى البعيد. من هذا المنطلق فإن اللاعبين الذين يرون أنفسهم خاسرين في النظام الجيوبوليتيكي المستقبلي يسعون من خلال الائتلافات و الاتحادات الإقليمية إلى منع هذا النظام من التشكل.
على الرغم من أنه لم يتشكل إدراك صحيح للتهديد عند السنة في هذا المجال، إلاّ أن هذا الإدراك الخاطئ قد صار أساساً للأعمال الاستراتيجية لبعض اللاعبين في المنطقة. من ناحية أخرى فإن تشكل ائتلاف استراتيجي قوي و منسجم محوره إيران باسم محور المقاومة و الذي أعلن بشكل غير رسمي ضديته للكيان الصهيوني قد أثار بشدة قلق الصهاينة بخصوص تثبيت زعامة الجمهورية الإسلامية في إيران على المنطقة، و هذا القلق المشترك بين الدول العربية و الصهاينة من تسلط إيران على المنطقة جعلهم يميلون لإقامة اتحاد غير رسمي فيما بينهم.
نتائج استراتيجية تطبيع علاقات الكيان الصهيوني مع الدول العربية
أ‌-التواجد في المحيط الأمني الخارجي قرب الجمهورية الإسلامية في إيران
يتشكل المحيط الأمني للدول من عدة دوائر و يمكن تقسيمه إلى دائرة الأمن الداخلي و دائرة الأمن الخارجي، و في تقسيم آخر يقسّم المحيط الأمني لدولة ما إلى ثلاثة أقسام هي الأمن الداخلي و الخارجي و الإقليمي/الدولي، و هذه الدوائر و المستويات الأمنية تتأثر و تؤثر في بعضها البعض. من حيث أن للمحيط أو البيئة المحيطة طبيعة متغيرة فإن المحيط الأمني كذلك ليس مستثنى من هذه القاعدة و هو عرضة للتغيير و التحول بشكل دائم، و كل تغيير في المحيط الأمني سيؤدي إلى تغيير في السياسات و الاستراتيجيات الأمنية (كرمي، 39: 1386).
تقلق جميع الدول بخصوص المحيط الأمني حولها كما تقلق و تهتم بالمحيط الأمني الداخلي لها لأن أي انعدام للأمن و الاستقرار في المحيط الأمني حولها يمكن أن يسبب انعداما للأمن في محيطها الأمني الداخلي. تطبيع العلاقات بين الصهاينة و الدول العربية يجعل تواجدهم في دول محيطة بالجمهورية الإسلامية أمراً مبرراً و مشروعاً و يعزز من وجودهم في المنطقة، و كما أن تواجد الجمهورية الإسلامية في سوريا و تزايد قوة حركات المقاومة في لبنان و فلسطين جعل المحيط الأمني حول الكيان الصهيوني غير آمن، فإن تزايد حضور و نفوذ الكيان الصهيوني في دول المنطقة سيجعل المحيط الأمني حول الجمهورية الإسلامية في إيران غير آمن.
التعاون الاستخباراتي و الأمني بين الكيان الصهيوني و دول المنطقة و خصوصاً السعودية أو الدول المجاورة لإيران سيزيد من العمق الاسترتيجي لهذا الكيان و يوفر له إمكانية التحرك و لعب دور في المحيط الأمني الخارجي قرب إيران (اقتصاد نيوز، 1396). إن السعودية و دول الخليج العربية لديها قدرة أكبر على التحرك داخل المجتمع الإيراني بالمقارنة مع الكيان الصهيوني، فالعوامل القومية (عرب) و المذهبية (سنة) المشتركة الموجودة بين جزء من المجتمع الإيراني و الدول العربية في المنطقة تعطيهم إمكانية التأثير -و لو بشكل محدود- على هذا الجزء من المجتمع، و لووضعت هذه الإمكانية في تصرف الكيان الصهيوني تحت غطاء مطالبات قومية و مذهبية فإنها ستُبرز التهديد الذي يشكله هذا الكيان على الجمهورية الإسلامية في إيران بشكل أكبر. 
ب-  ارتفاع مستوى التهديد ضد الجمهورية الإسلامية في إيران
توحيد القوى و التعاون و التضامن بين الكيان الصهيوني و بعض دول المنطقة بهدف إيجاد توازن للقوى و توازن للتهديد مع إيران سيزيد من مستوى التهديد ضد الجمهورية الإسلامية في إيران. على سبيل المثال، طلب وزير الخارجية السعودي في رسالة موجهة إلى ولي عهد المملكة و التي كشفت عنها صحيفة الأخبار إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني من أجل مواجهة إيران و قال بأن حل مسألة فلسطين سيهيئ الأرضية للتعاون الأمني و التجاري و الاستثمار و التعاون بشكل أكثر فاعلية من أجل مواجهة إيران. كذلك قال في هذه الرسالة بأن السعودية و الكيان الصهيوني يتفقان في وجهات النظر في المسائل التالية:
1.مواجهة أي نشاط إيراني يخدم السياسات العدائية لإيران في الشرق الأوسط (غرب آسيا).
2.زيادة العقوبات الأمريكية و الدولية على إيران فيما يخص برنامجها الصاروخي.
3.زيادة العقوبات المتعلقة بدعم إيران للإرهاب في العالم.
4.مراجعة مجموعة الخمسة +1 للاتفاق النووي مع إيران لأجل ضمان التنفيذ الدقيق و الحازم لشروط الاتفاق.
5.الحيلولة دون تمكن إيران من الوصول لحساباتها المجمدة و الاستفادة من الوضع الاقتصادي السيء لها من أجل زيادة الضغوط الداخلية على النظام الإيراني.
6.التعاون الاستخباراتي المكثف لمواجهة نشاطات الجريمة المنظمة و تهريب المخدرات التي تدعمها إيران و حزب الله (وكالة أنباء الإذاعة و التلفزيون، 1396).
هناك شواهد تشير إلى أن السعودية و الكيان الصيوني قد بدءا التعاون الأمني بينهما و أن مستوى التعاون بين أجهزتهما الأمنية يتم على مستوى واسع و متقدم. على الرغم من أن المسؤولين السعوديين ينفون رسمياً أي نوع من التعاون مع الكيان الصهيوني إلا أن المسؤولين الاستخباراتيين و الأمنيين في السعودية قد تركوا التحفظ فيما يخص الكشف عن العلاقات المباشرة مع الصهاينة. وزير الخارجية الأمريكي السابق و الذي كان كذلك رئيساً لجهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أي) أعلن في أوائل ديسمبر من عام 2017 بأن "المملكة العربية السعودية و الدول السنية تتعاون بشكل مباشر مع إسرائيل في مجال محاربة الإرهاب" (الوقت، 1396).
يشير سعي السعودية و الكيان الصهيوني لتطبيع العلاقات بينهما إلى إرادتهما الجدية لتغيير ميزان القوى في المنطقة، فالتعاون الاستخباراتي و الأمني و ربما العسكري بين هذين النظامين و الذي يتم بهدف احتواء الجمهورية الإسلامية في إيران و حلفاءها يمكن أن يغير من موازين القوى في المنطقة. من ناحية أخرى فإن ائتلاف اللوبي السعودي و اللوبي الصهيوني سيقوي من التوجه المعادي لإيران لدى مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية. 
ج- تحويل المسائل المتعلقة بالجمهورية الإسلامية في إيران إلى مسائل أمنية
إن مفهوم تحويل الأمور إلى مسائل أمنية هو أحد المفاهيم المهمة في "نظرية كوبنهاق" و يطلق على العملية التي يتم فيها تحليل جميع المسائل و الأحداث في إطار أمني. يؤكد باري بوزان على أن الأمن هو ظاهرة تقود السياسة باتجاه قواعد اللعبة التي قدتم تثبيتها، و ينسب هذا المفهوم إلى الأفراد و الجماعات و الحكومات و يعتبره عملاً اجتماعياً يرتبط ارتباطاً مباشراً بهوية المجتمع (عبدالله خاني، 148 و 149:1389).
طوال التاريخ حقق الصهاينة أهدافهم و أمنّوا مصالحهم من خلال نظرتهم الكوبنهاقية لمفهوم الأمن و تبديل المسائل المختلفة إلى تهديدات، فعلى سبيل المثال قام الصهاينة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بالمساواة بين المقاومين الفلسطينيين و منفذي الهجوم على برجي التجارة في نيويورك و نفذوا هجمات واسعة على سكان الضفة الغربية تحت اسم "عمليات درع الردع" (زارعي، 163:1394). تكرر استخدام هذا الأسلوب مع سلسلة العمليات الفلسطينية التي بدأت في سبتمبر عام 2015 في القدس الشرقية و الضفة الغربية و التي عُرفت باسم "ثورة السكاكين"، فعل الرغم من أن الصهاينة قد اعترفوا بأنها عمليات ارتجالية و غير منظمة و لايمكن كشفها (IDF, 2016, A) إلاّ أنهم سعوا من خلال الدعاية الإعلامية المتمحورة حول نظرية "الذئب الوحيد" لأن يلصقوا بها وصمة الإرهاب ويقنعوا الرأي العام الداخلي و الخارجي بذلك و يمارسوا القمع الشديد ضد الفلسطينيين  (IDF, 2016, B).  
من خلال تطبيع العلاقات مع الدول العربية و زيادة التعاون الاستخباري و الأمني معها يستطيع الصهاينة إقناع هذه الدول بكون جميع المسائل المتعلقة بالجمهورية الإسلامية في إيران مسائل أمنية و يحققوا أهدافهم و مصالحهم ضد إيران و محور المقاومة من خلال ذلك. على الرغم من أن الجمهورية الإسلامية قد أعلنت مراراً و تكراراً بأن التقنية النووية و قدراتها الدفاعية ليست موجهة ضد أي من دول المنطقة إلاّ أن الصهانة قد تمكنوا من تحويل نظرة قادة المنطقة و حتى شعوبها إلى حد ما إلى كون الملف النووي و القدرات الصاروخية للجمهورية الإسلامية في إيران مسألة أمنية. 
د- ارتفاع مستوى الصراع
أظهر الدور السعودي المخرب و المزعزع للاستقرار في أزمات المنطقة إن السعوديين لا يملكون القدرة على إدارة مستوى الصراع مع منافسيهم، و هذا الأمر قد أدى في السنوات الأخيرة لبروز أوضاع خطيرة لكل المنطقة، أوضاع خطيرة تعرض كل المنطقة للتهديد (محرابي، 2016)، و الائتلاف بين السعودية و الكيان الصهيوني سيزيد الأحجية الأمنية للمنطقة تعقيداً. يميل الصهاينة كثيراً إلى قيام حرب أخرى في العالم الإسلامي تكون أكبر و أكثر تخريباً، فإضعاف الدول الإسلامية عن طريق الحروب و التوترات العسكرية و الأمنية المستنزفة لها يقلل من التهديدات ضد الكيان الصهيوني و يغير ميزان القوى في المنطقة لصالحه. يريد الكيان الصهيوني أن يصبح القوة الأولى في المنطقة و لذلك فهو لا يستطيع حتى تقبل أن تكون السعودية القوة الأولى فيها، و على هذا الأساس فإن ارتفاع مستوى المواجهة بين إيران و دول المنطقة و خاصة السعودية سيؤدي إلى إضعاف قوة كلا الطرفين لصالح الكيان الصهيوني. التحليل النفسي لقادة السعودية الجدد يظهر بأنهم مستعدون لبدء مواجهة مباشرة مع الجمهورية الإسلامية في إيران أو زيادة المواجهات التي تتم بالوكالة معها في حال توفرت الأرضية و الظروف لذلك. إن ارتكاب السعوديين لخطأ في الحسابات في موضوع شن حرب على اليمن و الغرق في مستنقعها لهو مثال على عدم قدرتهم على إدارة الصراع.
المغامرات الصهيونية ضد الجمهورية الإسلامية في إيران خلال العقد الأخير من قبيل اغتيال العلماء النوويين وتخريب المنشآت النووية و ضرب مواقع قوات المقاومة في سورية و العراق و الهجوم على السفن الإيرانية في المياه الدولية و حالات أخرى يمكن أن تؤدي إلى مواجهة مباشرة و شاملة بين محور المقاومة و الكيان الصهيوني، و تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني و الدول العربية و ارتفاع مستوى التفاهم و التعاون بينها خصوصا في المجالين العسكري و الأمني يمكن أن يرفع من مستوى الثقة و الدافع لديهم لزيادة أعمالهم الهجومية ضد إيران و رفع مستوى الصراع معها.
ه- تعزيز شرعية الكيان الصهيوني في المنطقة
يحتاج كل نظام سياسي من أجل البقاء إلى أن يحظى بمستوى مقبول من الشرعية على المستويين الإقليمي و الدولي علاوة على تمتعه بمستوى مقبول من الشرعية في الداخل. على المستوى الداخلي تعني شرعية النظام السياسي قبول سكان (الشعب) الأرض (الدولة) لحق ذلك النظام بممارسة السلطة في بقعة جغرافية محددة (الدولة)، أما على المستوى الدولي فتعني مشروعية النظام السياسي قبول دول المنطقة و العالم لحق ذلك النظام بممارسة السلطة في بقعة جغرافية محددة (الدولة) و على سكان (الشعب) تلك الأرض (الدولة). عندما تتم إقامة نظام سياسي جديد أو تغيير نظام سياسي بطريقة غير عادية مثل الانقلاب العسكري فإنه لا بد من الاعتراف المجدد بتلك الدولة أو الاعتراف الرسمي بالنظام السياسي الجديد من قبل بقية الدول. يمكن أن يتم الاعتراف بدولة ما بطريقة الأمر الواقع أو بشكل قانوني، فالاعتراف على أساس الأمر الواقع هو اعتراف مؤقت يهدف إلى إيجاد تواصل سياسي على مستوى منخفض، و في هذا النوع من العلاقة لا يمكن للبلدين تبادل السفراء أو التوقيع على اتفاقيات ثنائية، في حين أن الاعتراف بشكل قانوني يعني إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين (طلوعي، 1377).
على الرغم من أن الكيان الصهيوني قد اعتُرف به رسمياً من قبل الكثير من دول العالم و من ضمنها الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن و لديه علاقات دبلوماسية كاملة معها إلاّ أنه يواجه أزمة شرعية على مستوى المنطقة لأن أغلب دولها لا تعترف رسمياً بهذا الكيان و بسلطته على الأراضي المحتلة، و تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني و الدول العربية و إقامة علاقات دبلوماسية معها سيؤدي إلى تعزيز شرعية هذا الكيان على مستوى المنطقة.
 
النتيجة
بخلاف أكثر الحكومات الوطنية التي تشكلت على أساس نموذج "الحكومة – بناء الأمة من الأسفل" و يتقدم فيها تشكل الأمة على تشكل الحكومة زمانياً فإن الكيان الصهيوني بصفته كياناً يفتقد للأصل و لحدود الهوية و للحضارة و للجغرافيا التاريخية و تشكل من خلال اتفاق القوى الاستعمارية الكبرى يسعى لبناء أمة. يعتبر الكيان الصهيوني حلقة اتصال غير متناسبة مع محيطها في منطقة غرب آسيا و بسبب عدم مشروعيته فهو مصدر أغلب الأزمات في المنطقة. إن هدف أمريكا من طرح مبادرات من قبيل صفقة القرن و الاتفاق الإبراهيمي هو دمج الكيان الصهيوني في المنطقة و قبول وجوده من قبل الدول العربية بدون تحقق أي من مطالب الفلسطينيين.
أحد الأهداف وراء تطبيع علاقات الكيان الصهيوني مع الدول العربية هو تحقيق توازن في مقابل التهديد الإيراني. بحسب نظرية استيفن وولت فإن أهم عامل دفع الدول العربية لتسريع عملية تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني من جهة، و من جهة أخرى جعل الصهاينة يميلون لإقامة شراكة استراتيجية مع السعودية و بقية الدول العربية حتى و لو بصورة سرية هو إيجاد توازن للتهديد ضد الجمهورية الإسلامية في إيران. كذلك فإن تزايد القوة و النفوذ الإقليمي لإيران في السنوات الأخيرة و تغير ميزان القوى لصالح محور المقاومة جعل الصهاينة يسعون لتغيير إطار ميزان القوى المتشكل من خلال الائتلاف الإقليمي. بناء على ذلك يمكن القول بأن الإدراك المشترك للتهديد و مواجهة التهديد المشترك و كذلك الحاجة للتقارب بسبب الإحساس بتصاعد التهديد و لأجل مواجهة النظام الجيوبوليتيكي الجديد هي عوامل جعلت الكيان الصهيوني مصمماً على اتخاذ استراتيجية التطبيع مع الدول العربية.
علاوة على إيجاد تغيير بنيوي داخل إيران فإن انتصار الثورة الإسلامية قد قلب بنية القوة في المنطقة، فالحركات الإسلامية التي برزت في العقود الأربعة الأخيرة بتأثير من الثورة الإسلامية قد قلبت النظام الجيوبوليتيكي في المنطقة. إخراج الكيان الصهيوني من لبنان في عام 2000 و انتصار حزب الله في حرب الـ33 يوماً و هزيمة و فشل الكيان الصهيوني في حروب الـ22 يوماً و الـ8 أيام و الـ51 يوماً الـ11 يوماً مع المقاومة الإسلامية في فلسطين، و كذلك تصاعد قوة التيارت الإسلامية المنسجمة مع إيران في العراق و اليمن بالإضافة إلى حالات أخرى، كل ذلك يشير إلى تغير النظام الجيوبوليتيكي للمنطقة. حيث أن الكيان الصهيوني و دول العربية في الخليج الفارسي (السعودية والإمارات و البحرين) يرون بأن النظام الجيوبوليتيكي الجديد ليس في مصلحتهم بحيث أن تثبيت هذا النظام و استقراره على الأرض يعرض وجودهم لخطر جدي فإنهم في صدد التآلف و التعاون عن طريق تطبيع العلاقات من أجل منع تثبيت و استقرار هذا النظام الجيوبوليتيكي الجديد.
تطبيع علاقات الكيان الصهيوني مع الدول العربية في المنطقة سيؤدي إلى زيادة تواجد و فعالية هذا الكيان في المحيط الأمني للجمهورية الإسلامي و سيرفع من مستوى التهديد ضد الجمهورية الإسلامية في إيران. من ناحية أخرى فإنه من خلال تطبيع العلاقات مع الدول العربية و جلب تعاونها سينفذ الصهاينة مشروعهم لإضفاء صبغة أمنية على المسائل المتعلقة بإيران بنجاح أكبر. علاوة على ذلك فإن زيادة مستوى التفاهم و التعاون بين الكيان الصهيوني و الدول العربية سيرفع من مستوى الحافز و الثقة بالنفس لديهم لمواجهة الجمهورية الإسلامية في إيران، و هناك احتمال بأن يؤدي ذلك إلى ارتفاع مستوى الصراع بينهم وبينها. من النتائج الأخرى لتطبيع علاقات الكيان الصهيوني مع الدول العربية تعزيز مشروعية هذا الكيان على المستوى الإقليمي.
 
الحاشية
1- Balance Of Power
2- Balance Of Threat
3- Threat Perception
4- في 6 من أكتوبر عام 1981 تعرض أنور السادات الذي كان يحضر عرضاً عسكرياً للقوات المسلحة من منصة الشرف لهجوم من قبل عدد من جنود الجيش المصري المرتبطين بمجموعة الجهاد الإسلامي المصرية و قتل. كان المهاجمون معارضين للسلام بين مصر و الكيان الصهيوني و الاعتراف الرسمي بالكيان الصهيوني من قبل مصر. بالإضافة إلى ذلك فإن جامعة الدول العربية قامت بتعليق عضوية مصر فيها كرد فعل على اتفاقية كامب ديفيد و قطعت عنها جميع المساعدات الاقتصادية و نقلت مقرها الرئيسي من القاهرة إلى تونس. إلا أنه في العام 1989 دعيت مصر مجدداً إلى الجامعة العربية و عاد مقرها مجددا إلى القاهرة.
5- في إطار تبيينه لسياسة الجمهورية الإسلامية في الدفاع عن الدول و الحركات السياسية أعلن قائد الثورة الإسلامية آية الله خامنئي بأن العوامل القومية و المذهبية ليس لها أي تأثير في ذلك و أن المعيار الأصلي هو مساعدة و الدفاع عن المظلوم "نحن لا و لم ننظر إلى مذهب الطرف المقابل في موضوع مساعدة المظلوم، هذا كان منهج الإمام الكبير حيث كانت طريقة معاملته للمقاومة السنية في فلسطين هي نفس طريقة معاملته للمقاومة الشيعية في لبنان، من دون أي فرق. نفس المساعدة التي قدمناها لإخواننا في لبنان قدمناها لإخواننا في غزة أيضاً من دون أي فرق، هؤلاء سنة و أولئك شيعة. بالنسبة لنا المسألة هي الدفاع عن الهوية الإسلامية، الدفاع عن المظلوم، المسألة مسألة فلسطين، مسألة فلسطين اليوم تقع على رأس مسائل المنطقة لدى المسلمين و هي مسألة رئيسية بالنسبة لنا. في موضوع العداوات أيضاً لا فرق لدينا، فالإمام الكبير قد واجه محمد رضا بهلوي الذي كان شيعياً بحسب الظاهر كما واجه صدام حسين الذي كان سنياً بحسب الظاهر، إلا أنه لا هذا كان سنياً و لا ذاك شيعياً، كلاهما كانا غريبين عن الإسلام و لكن ظاهر هذا كان سنياً و ظاهر ذاك كان شيعياً. لقد واجه الإمام كلاهما بنفس الطريقة، فالمسألة ليست مسألة سني و شيعي و مذهب و أمثال ذلك، المسألة مسألة مبادئ الإسلام، كونوا لِلظّالِمِ خَصماً وَ لِلمَظلُومِ عَوناً، هذا ما يأمر به الإسلام و هذا هو طريقنا و مسارنا" (آية الله خامنئي 26/5/1394).
 
المصادر:
- افتخاري، أصغر (1385) تشريح التهديد (كالبد شكافي تهديد)، طهران، كلية و مركز بحوث قيادة و أركان حرس الثورة الإسلامية (دانشكده و پژوهشكده فرماندهي و ستاد سپاه پاسداران انقلاب اسلامي).
- موقع اقتصاد نيوز (1396) مكاسب و أضرار تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية بالنسبة لإيران / مواجهة محوري طهران و الرياض (سود و زيان عادي سازي روابط عربستان و اسرائيل براي ايران/ رويارويي محور تهران و رياض)، الرابط:
 https://www.eghtesadnews.com/195753
-قناة العالم (1396) سنة 2017، سنة تسابق السعودية و الإمارات و البحرين لتطبيع العلاقات مع إسرائيل (سال ۲۰۱۷، سال سبقت عربستان، امارات و بحرين در عادي‌سازي روابط با اسرائيل)، الرابط:
  http://fa.alalam.ir/news/3259071
-موقع الوقت (1396) الكشف عن العلاقات السرية بين السعودية و إسرائيل من قبل صحيفة سويسرية (افشاي روابط سري عربستان و اسرائيل توسط روزنامه سوئيسي)، الرابط:
 http://alwaght.com/fa/Naews/121231
-وكالة إيرنا للأنباء (1396) السعودية بررت السماح بتحليق طائرة إلى تل أبيب (عربستان اجازه پرواز به هواپيماهاي عازم تل آويو را توجيه كرد)، الرابط:
 http://www.irna.ir/fa/News/82855624
- وكالة إيسنا للأنباء (1396) موقع إسرائيلي كشف عنها، زيارة سرية لولي العهد السعودي إلى تل أبيب (يك سايت اسرائيلي فاش كرد؛ سفر محرمانه وليعهد عربستان به تل‌آويو)، الرابط:
 https://www.isna.ir/news/96062011511
- بي بي سي الفارسية (أ) (1397) ولي العهد السعودي: للإسرائيليين الحق في العيش بسلام في دولتهم (وليعهد عربستان: اسرائيليان حق زندگي صلح‌آميز در كشورشان را دارند)، الرابط:
 www.bbc.com/persian/world-43625243
- بي بي سي الفارسية (ب) (1397) بن سلمان: للسعودية و إسرائيل عدو مشترك (عربستان و اسرائيل دشمن مشتركي دارند)، الرابط:
 www.bbc.com/persian/world-43657828
- خامنئي، سيد علي (1394) كلمة في لقاء مع أعضاء مجمع أهل البيت العالمي و اتحاد الراديو و التلفزيونات الإسلامية (مجمع جهاني اهل بيت (ع) و اتحاديه راديو و تلويزيون‌هاي اسلامي)، 26 مرداد 1394، الرابط:
http://farsi.khamenei.ir/newspartindex?tid=1298
- وكالة أنباء الإذاعة و التلفزيون (1396) الكشف عن وثيقة سرية لإقامة علاقات سعودية إسرائيلية (افشاي سند محرمانه براي برقراري روابط عربستان با اسرائيل)، الرابط:
 http://www.iribnews.ir/fa/news/1898447
- رضوي، سيد جعفر (1399) الأبعاد الجلية والخفية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في الإعلام المحلي (پيدا و پنهان ابعاد عادي سازي روابط با اسرائيل در رسانه هاي داخلي)، الرابط:
 https://www.irna.ir/news/84045095
- زارعي، محمد (1394) سير تحول و تطور الجماعات التكفيرية، مجلة الدراسات الاستراتيجية للعالم الإسلامي الفصلية (سيرتحول و تطور گروههاي تكفيري فصلنامه مطالعات راهبردي جهان اسلام)، رقم 62، صيف 94
- طلوعي، محمود (1377) الثقافة السياسية الكاملة (فرهنگ جامع سياسي)، الطبعة الثانية، طهران، دار علم للنشر (نشر علم).
- عبد الله خاني، علي (1389) نظريات الأمن (نظريه هاي امنيت)، طهران، دار الأبرار المعاصر للنشر (انتشارات ابرار معاصر).
- موقع فرارو (1396) الأهداف السعودية الثلاثة من العلاقة مع إسرائيل (سه هدف عربستان از ارتباط با اسرائيل)، الرابط: 
http://fararu.com/fa/news/337357
- قوام، سيد عبد العلي و همت إيماني (1390) النظرية الواقعية في العلاقات الدولية، مجلة مقاربات سياسية و دولية الفصلية (نظريه رئاليستي در روابط بين‌الملل، فصلنامه رهيافت‌هاي سياسي و بين‌المللي).
- كرمي، جهانقير (1386) العقيدة العسكرية الإسرائيلية (دكترين نظامي اسرائيل)، طهران، مؤسسة أنديشة سازان نور للدراسات (مؤسسه مطالعات انديشه سازان نور).
- موقع مشرق نيوز (1396) أهم إنجاز لسفر ترامب إلى السعودية وإسرائيل (مهم‌ترين دستاورد سفر ترامپ به عربستان و اسرائيل)، الرابط:
 https://www.mashreghnews.ir/news/729500
- منوري، سيد علي و بنفشه رستمي (1396) إعادة بناء التحالفات الأمريكية في الجانب العربي من الخليج الفارسي، مجلة السياسة العالمية الفصلية (بازسازي ائتلاف‌هاي آمريكا در حوزه عربي خليج فارس، فصلنامه سياست جهاني)، الدورة السادسة، رقم 2، الصيف.
- هجبري، محمد علي (1396) توازن التهديد، استراتيجية السياسة الخارجية السعودية في المنطقة (موازنه تهديد؛ راهبرد سياست خارجي عربستان سعودي در منطقه)، الرابط: 
http://www.iirjournal.ir/index.php/fa/1278
- همياني، مسعود (1394) تغيير الجهة في السياسة الخارجية السعودية: من استراتيجية الموازنة إلى قياد ائتلاف، مجلة السياسة الخارجة الفصلية (تغيير جهت در سياست خارجي عربستان سعودي: از استراتژي موازنه تا رهبري ائتلاف، فصلنامه سياست خارجي)، رقم 1، التسلسل 113، الربيع.
- Dudley, Dominic (2021) Bahrain Appoints Its First Ambassador To Israel, available in: 
- https://www.forbes.com/sites/dominicdudley/2021/03/30/bahrain-appoints-its-first-ambassador-to-israel/?sh=7f4a146962b7
- Haberman, Clyde (1994) "Israel and Jordan Sign a Peace Accord", available in: 
- https://www.nytimes.com/section/learning
- Holland, Steve (2020) "Israel, UAE to normalize relations in shift in Mideast politics, West Bank annexations on hold", 13 August 2020, available in:
- https://www.reuters.com/article/us-israel-emirates-trump/with-trumps-help-israel-and-the-united-arab-emirates-reach-historic-deal-to-normalize-relations-idUSKCN25926W
- Holsti, Hoppman and Sullivan (1973) Unity and Disintegration in International Alliances: Comparative Studies. New York: John Wiley & sons
- IDF, A(2016)The Terror Wave and its Takeaways
- : https://www.idfblog.com/blog/2016/01/17/terror-wave-takeaways/
- IDF, B(2016)-Could You Stop a Terror Attack by Reporting a Facebook Status? 
- https://www.idfblog.com/blog/2016/01/12/stop-terror-attack-reporting-facebook-status/
- Kissinger, Henry (2014) Iran, A Bigger Problem Than ISIS, Retrieved from: 
- http://www.huffingtonpost.com/2014/09/06/henry-kissinger-iran-isis_n_5777706.html&rct 
- Landau, Noa (2020). "Netanyahu, Sudanese Leader Meet in Uganda, Agree to Start Normalizing Ties", 3 February 2020, available in:
- https://www.haaretz.com/israel-news/.premium-alongside-netanyahu-ugandan-president-says-he-s-considering-embassy-in-jerusalem-1.8492154 
- Liska, George (1968) Nation In Alliances, the limits Of Interdependence, paperbook. Edition, Baltimore
- Luomi, mari (2008) sectarian Identities or Geopolitics? The Regional Shia-Sunni Divide in The middle East, The Finnish Institute of International Affairs 
- Mcclla, Robert B. (1995) NOTOʼS Persistence After The Cold War, International Organization, Vol. 50, No. 3, summer, pp. 445-475
- Quandt, William B. (1988) "The Middle East: Ten Years After Camp David", Brookings Institution Press
- Reuters (2019) U.S to host Iran-focused global meeting in Poland, Feb 13, available in:
- https://www.reuters.com/article/us-iran-nuclear-usa-summit-idUSKCN1P518O
- The Financial Times (2020) "Israel and United Arab Emirates strike historic peace accord", August 13, 2020, available in:
- https://www.ft.com/content/2712a625-e2d4-41f3-9ef1-536d0700cbb8
- Scheer, Steven (2021) In first for Gulf, UAE opens embassy in Israel, hails trade ties, available in:https://www.reuters.com/world/first-gulf-uae-opens-embassy-israel-hails-trade-ties-2021-07-14/
- Snyder, Glenn H. (1997) Aliance Politics, New York: Comell University Press, Ithaca. 
- Teller, Neville (2014) The search for Détente: Israel and Palestine 2012 – 2014, London: Matador. 
- The Jerusalem Post (2018) "Netanyahu makes historic visit to Oman", available in:
- https://www.jpost.com/israel-news/netanyahu-makes-historic-visit-to-oman-570388 
- Walt, Stephen M. (1985) Alliance Formation and the Balance of Word Power, International Security, Vol.9, No.4, Spring, pp.3-42
- Walt, Stephen M. (1987) the Origins of Alliances, Ithaca, New York press
- Walt, Stephen M. (2010) Balancing Threat: The United State and the Middle East. An Interview with Stephek M. Walt, Yale Journal of International Affairs, spring/summer
- Williams, Dan (2020) Netanyahu says Israeli planes have started overflying Sudan, available in:https://www.reuters.com/article/us-israel-sudan/netanyahu-says-israeli-airliners-have-started-overflying-sudan-idUSKBN20A0NK


قراءة: 545